مقال

من يحمي الفساد

جريدة الاضواء

من يحمي الفساد

بقلم/السيد شحاتة

لا أحد ينكر الجهود المبذولة من الدولة للكشف عن ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين لتحقيق أجندة الإصلاح الشامل وهذا لن يكون بمحاسبة الكبار فقط وترك أزنابهم في كل موقع وكل وحدة صغرت أم كبرت ولابد وأن تكون تلك المحاسبة علنية وأمام الجميع نكالا لهم علي ماإقترفوة من إثم تجاة الوظيفة التي أوكلت إليهم وخانوا الامانه فيها 

وعلي الرغم من جهود الأجهزة الرقابية في كشف كبار الفاسدين في جميع المصالح الحكومية إلا أن الفساد يزداد يوميا 

لماذا لاتمتد تلك الرقابة الي من هم في الدرجات الادني من الوظيفة فهم يسرقون ويفسدون ظنا منهم أن يد الرقابة لن تطولهم 

فالفاسد والمرتشي لن يجد له بيئة صالحة له في وجود شرفاء في محيط عملهم سواء من اصغر وحدة أو مصلحة أو إدارة لأكبر مسؤول فيها فيحاولون النيل منهم وتجنيبهم من اعتلاء المناصب لأنهم يعتبرونهم شوكة في طريقهم لابد من اقتلاعها ومادام هؤلاء الفاسدون في مناصبهم فلا امل في الإصلاح والتغيير

وللأسف فإن هؤلاء الفاسدون يتسللون لمن يصدر قرارا بتولي مسؤوليه وحدة إدارية لابسين ثياب الناصحين بل قد يصل بهم الحال أن يطالبوا بالتطهير والإصلاح حتي وان تمكنوا من تولي المنصب نسوا ماقالوة وغلبت عليهم طباعهم فعادوا لما تعودوا عليه 

بل قد يظهر هؤلاء بأنهم الأكثر قدرة علي انتقاد الفساد والدعوي للتطهير 

بل والاكثر أنهم يملكون من المواهب ماقد يسيطر علي مصدر القرار بتعيينهم وهو برئ منهم أهدافهم ظاهرها الحرص علي الوطن وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة لعلهم يفلتون من ايدي الرقابه عليهم 

ايها الرئيس نرجو أن تمتد يد الرقابه علي كل مكان في مصر من اصغر مسؤول لأكبر مسؤول ومن اصغر وحدة إدارية لاكبرها 

إن هؤلاء الفاسدون وهم صغار الموظفين بعيدون كل البعد عن الرقابة وهم أكثر خطورة علي الدولة من كبارها فهم منتشرون وهم أفرع انتاج جديدة لفاسدون جدد بل يجب محاسبة من أصدر قرارا بتولي هؤلاء أماكنهم 

سيدي الرئيس أن هؤلاء أسوأ صورة للدولة بل يفضلون مصلحتهم الشخصية علي مصلحة الدولة 

إن بناء الدولة يحتاج الي أسس ومعايير وضوابط سليمة فإذا ما بنيت أو أسندت المهمة لفاسد فلن تتحقق بنيه سليمة ولن ينصلح أن نبني دولتنا وأن تقوم علي الفساد والبلطجة بل هم بذلك يضيعون جهودا جبارة تتخذها الدولة في البناء والتنمية والتعمير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى