مقال

صرخة ألم لإحدى الأمهات تعبر عن حالة عامة لجريمة أسرية

جريدة الاضواء

صرخة ألم لإحدى الأمهات تعبر عن حالة عامة لجريمة أسرية 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

• أنا أم بلغت من العمر أكثر من سبعين عاماً فارقني الزوج. فقد توفاه الله من سنتين وتزوج الأولاد و البنات٠ وكلهم هاجروا وبقيت و حيدة أستيقظ باكراً في هدوء قاتل أرى الغرف الفارغة التي كانت تضج بصيحاتهم وخلافاتهم ولعبهم أنتظر منذ الصباح أن أرى من أي أحد منهم رسالة على الواتس أو غيره.

يتصل البعض وأقلق كثيراً حين يتأخر أحدهم فأبادر بالإتصال بهم لأن لكل منهم موعد٠ مشكلتي أنني أتظاهر بأني قوية ، وأخدم نفسي بنفسي.وأحاول أن أشغل نفسي بكل شيء٠لكني أعيش وحدة قاتلة حتى لا يأتي أحدهم ليتهمني بالغيرة وإفتعال المشاكل فأنا لم أتدخل بأي قرار لأي منهم.و لم أكن عائقة لأحد٠ 

• لكني أحياناً أقلق!..فلو مت هل سأكون وحيدة كما أنا الآن هل سأجد من يلقنني الشهادة ؟؟؟.

أحياناً أمرض مرضاً شديداً لدرجة أنني أزحف لأشرب كوباً من الماء 

 و لا أتصل بأحد. حتى لا أجد أحد منهم قد أصابه القلق .أو يتصل ليسأل مثلاً لماذا لم أجب على الهاتف!؟..لماذا لم أرد على الرسالة؟. إقترحوا إستقدام خادمة لي لكن كلهم إختلفوا على طريقة الدفع.

أنا أعيش من راتب تقاعدي يكفي لإلتزاماتي من مأكل ومشرب و علاج وفواتير ٠ لكن لا أستطيع تحمل تكاليف خادمة٠

لم أكن أعلم أن بتقاعدي المبكر و الذي إتخذت يومها القرار من أجلهم سيكون سبباً لأندم عليه فالرواتب قليلة..وعزة نفسي تجعلني أرفض أن أطلب من أي منهم لأن اللبيب بالاشارة يفهم ٠وهم يرون ظروفي!

• هل أنا الأم التي ربت وكبرت وعلمت صارت عبئاً على الجميع.

أتمنى الموت غير المؤلم لي لكنني أتمنى أن يؤلمهم موتي لست لأني أنانية بل لأنني أفنيت حياتي و قدمت من التضحيات ما قدمت لا أذكر ذلك من باب التمنين لكنني أستحق أفضل من هذا!..

الواقع أجده في عيونهم ، في إتصالاتهم الرسمية بأن وجودي عبء وقلقهم المفتعل !!!.لست أبالغ فأنا أعرف كل واحد منهم من نبرة صوته.لم أكن تلك الأم التي لها سلطة دكتاتورية.ولم أكن أماً تجعل من نفسها عبء على أحد. 

• قد قارب أغلبهم على نزولهم في إجازة وهم يطالبونني فيها بأن أجهز لهم ما لذ و طاب..وأن أفرح بهم و بأبنائهم. لكن هذا العام أنا متعبة فقد كان شتاءاً موحشاً و عانيت الأمرين .فعظامي لم تعد تقوى على حملى. أفكر جدياً أن أطلب منهم عدم زيارتي ولا أريد مشاكل بسبب ذلك لا أريد أن أراهم.

لست قاسية لكن وجعي على نفسي وعلى ما مررت به يجعلني أفكر أني عبء في وجودي فزيارتكم لي هي عبء آخر فلا داع لها٠

•• رسالة تقطع نياط القلب وتدمى العيون .حالة تعبر عن واقع ملموس وحالة منتشرة بدرجة كبيرة إلا من رحم ربى.رسالة إلى كل الأبناء الدائرة تدور و على الباغى تدور الدوائر وكما تدين تدان . فالزمان يبدع فى تصفية الحساب وهو قصاص عادل ينفذ فى الدنيا ويذوق مرارته كل من أرتكب هذه الكبيرة فى حياته…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى