مقال

الدكروري يكتب عن الحياة في طاعة الوالدين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحياة في طاعة الوالدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحياة في بر الوالدين وطاعة الوالدين ورضا الوالدين يا لها من حياة فإنها حياة الأمن والأمان، فيالها من لذة، فيها ستشعر بانشراح الصدر، وستشعر بالسعادة فى كل الخطا، بل سيوسع الله عليك رزقك، بل سيبارك الله لك فى عمرك، فى حياة بر الوالدين، وحكي أنه في زمن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم شاب يُسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه، فأرسلت امرأته إلى رسول الله أن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك بحاله يا رسول الله، فأرسل النبى صلى الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا، وقال صلى الله عليه وسلم ” امضوا إليه ولقنوه الشهادة” فمضوا عليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله، ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. 

يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة، فقال صلى الله عليه وسلم” هل من أبويه أحد حي ؟ قيل يا رسول الله أم كبيرة بالسن، فأرسل إليها رسول الله وقال الرسول” قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقرّي في المنزل حتى يأتيك” فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت نفسي له الفداء, أنا أحق بإتيانه فتوكأت على عصى وأتت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمت فرد عليها السلام وقال لها” يا أم علقمة كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت يا رسول الله كثير الصلاة وكثير الصيام وكثير الصدقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حالك ؟ قالت يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال صلى الله عليه وسلم ولم ؟ قالت يا رسول الله يؤثر على زوجته ويعصيني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة من الشهادة. 

ثم قال صلى الله عليه وسلم يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا، قالت يا رسول الله وما تصنع به ؟ قال صلى الله عليه وسلم احرقه بالنار بين يديك” قالت يا رسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي، قال صلى الله عليه وسلم يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى, فإن سرّك أن يغفر الله فأرضى عنه، فو الذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة” فقالت يا رسول الله إني اشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني رضيت عن ولدي علقمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق يا بلال إليه فانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله، أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء منة، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله، فدخل بلال وقال يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة. 

وإن رضاها أطلق لسانه، ثم مات علقمه من يومه فحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله، وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه، ثم قام صلى الله عليه وسلم على شفير قبره فقال يا معشر المهاجرين والأنصار من فضّل زوجته على أمه فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضا الله في رضاها وسخط الله فى سخطها، وإن القصة في كتاب الكبائر المنسوب إلى الإمام الذهبى، وهو أشبه ما يكون بالموضوعات وأحاديث القصّاص، وقيل هى من قصص لا تثبت، فكيف ترجو توفيقا وقبولا, والله قد أعرض عن العاق, والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة” وذكر منهم “العاقُ لوالديه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى