مقال

الدكروري يكتب عن إتباع نهج الصالحين والعلماء

الدكروري يكتب عن إتباع نهج الصالحين والعلماء

بقلم / محمـــد الدكــروري

إن من الفروض علي الآباء هو تربية أولادهم تربية إسلامية ترضي الله ورسوله، وإن معرفة تعريف الأبناء بسير الصالحين والعلماء قضية مهمة، عندما نعلمهم سير الصحابة سير التابعين سير الأنبياء، فيجب أن نقصّ عليه قبل النوم قصصا، مثل قصة نبى الله يوسف، أو قصة أصحاب الأخدود، أو قصة الغلام في أصحاب الأخدود أو قصة أبي هريرة مع الشيطان في آية الكرسي وهكذا من القصص الكثيرة، أو كيف أغرق الله قوم نوح؟ وهكذا، والأولاد سبحان الله عندهم فطنة وأحيانا يأتون بأشياء لا يأتي بها الكبار، وقيل أن غلام عمره خمس سنوات سمع الآية الكريمة من سورة آل عمران “لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء” فمن الذي قال هذه؟ إنهم اليهود، قالوا إِن الله فقير ونحن أغنياء، فقال الولد من الذي أغناهم. 

فإذن، الأولاد الصغار لهم فطنة وممكن أن ينتبهوا إلى أشياء، وقيل أن عبد الله بن الزبير كان ينشئه أبوه على معاني الجهاد، وكان يأخذه معه في الغزوات، وعبد الله بن الزبير كان صغيرا عمره إحدى عشر سنة ما يطيق القتال، فكان أبوه يجعله على فرس ويوكل به رجلا يمسكه حتى لا يقتحم لأن عبد الله بن الزبير كان رجلا شجاعا، مع أنه صغير، ولد شجاع، فكان يوكل به رجلا فيمسكه، فماذا يفعل عبد الله بن الزبير، لما انهزم المشركون كما روى ابن المبارك في كتاب الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه الزبير بن العوام يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم عبد الله بن الزبير وعمره إحدى عشر سنة، ينظر أين جريح الكفار الذي مات فيجهز عليه لأنه ما سمح له أبوه يدخل المعركة لصغر سنة. 

لكنه يراقب يرى الطعان والقتال في أرض المعركة، فلما انتهت المعركة يمر على جرحى الكفرة فيجهز عليهم، فنحن نحتاج أن نتعامل مع أسئلة أطفالنا بلباقة، فالولد يثير أسئلة من الصغر، تبدأ تتفتح فطرته، من خلقني؟ من خلق هذا؟ نقول الله عز وجل، من خلق السماء؟ أين الله؟ فتقول فوق عرشه، استوى على عرشه، فوق السموات، الله عز وجل فوق، في العلو عز وجل، علا على خلقه وقهرهم سبحانه وتعالى، كيف خرجت أنا إلى الدنيا ومن أين خرجت؟ تحتاج إلى لباقة، نقول من بطن أمك وعندنا دليل حيث يقول تعالى فى سورة النحل ” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا” وإن من الأشياء المؤذية هو قضية الخادمات، وعدم الاعتناء بقضايا السائقين في البيوت، خطأ كبير يترك الأب بنتا بالغة تذهب مع السائق وحتى دون البالغة وحدها. 

الوضع لا يتحمل، صدقوني أن الوضع لا يتحمل، أن هذا الإهمال وهذا الانفراد ربما تكون عواقبه شنيعة، ما ننتظر حتى يقع الفأس في الرأس، لا بد نتدارك الأمر من مرحلة مبكرة، والله سبحانه وتعالى أتى بآيات في كتابه في قضية تتعلق بهذه القضايا الجنسية، فقال تعالى “ولا يبدين زينتهن إلا بعولتهن” ثم قال فى سورة النور ” او التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء” ومعنى الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، أي من الممكن تكشف المرأة أمام الولد إذا كان ما يميز الجميلة من القبيحة ويلتفت إلى معالم الجمال ويوصف المرأة، إما إذا صار يلتفت من الجميلة إلى القبيحة ويوصف، فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشف أمامه بنص كتاب الله تعالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى