مقال

من: “حكايات الزمان والمكان و البشر “

جريدة الاضواء

من: “حكايات الزمان والمكان و البشر “

بقلم حسين عبد اللطيف

” إسكندرية”

شاء الله يا مرسي.. في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن إسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى ” راقودة ” يحيط بها قرى صغيرة للصيادين و موقع أمامي لدفع خطر غزوات بدو البحر المتوسط. و على امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى ” فاروس ” يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة و القرى الساحلية معا.

و بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر و طرده للفرس منها، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الحين. و هو في طريقه إلي المعبد مر بقرية ” راقودة ” فأعجب بالمكان و قرر أن يبني مدينة تحمل اسمه فكانت إسكندرية. اتسمت إسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الاغريق، ثم تحولت في أيام البطللمة إلي مدينة ملكية بحدائقها و أعمدتها الرخامية البيضاء و شوارعها الموسعة و ميادينها الفسيحة، و تحولت في ذلك الوقت الي إلي عاصمة لمصر.، و أصبحت إحدى حواضر العلوم و الفنون بعد أن شيد فيها البطالمة عددا من المعالم الكبرى من شاكلة مكتبتها الضخمة التي تعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ، و منارتها التي أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع. 

خضعت مدينة إسكندرية اسميا للرومان سنة ٨٠ ق.م، و ذلك وفقا لرغبة بطليموس العشر، و استمر الأمر على هذا المنوال قرابة قرن من الزمن قبل أن تسقط بيد يوليوس قيصر سنة ٤٧ ق.م ، عندما استغلت روما النزاع و الحرب الأهلية القائمة بين بطليموس الثالث عشر و مستشاريه و شقيقته كليوباترا السابعة، و بعد عدة معارك انتصرت فيها كليوباترا و انفردت بحكم مصر ، استمرت تمردات و إحتجاج السكندريين بصفة عامة على الحكم الروماني و الذي أدى في عام ٢١٥م و على إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلي إسكندرية إلي قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هجاء قيلت في الرجل أعني الامبراطور الروماني. و في خلال هذا العهد كان الإسلام قد برز في شبه الجزيرة العربية. و بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، خرج العرب للغزو من شبه الجزيرة العربية ، فانطلق عمرو بن العاص بجحافله من الغساسنة و المناذرة و الجند البيزنطي المهزوم و الذي صار يعمل ضمن جيش عمرو بن العاص إلي جانب الأنباط و كل من سعى لغزو مصر من أجل الأسلاب و الغنائم. و أصطدمت هذه القوات بالروم في مدينة الفرماء، فسقطت المدينة أمام جحافل الغزو ثم تبعتها بلبيس و تابعت تلك القوات الغازية و التي تزايدت اعدادها بانضمام كثير من القواد البيزنطيين بمصر نحو الاستيلاء على المدن المصرية. و لم يبق إلا إسكندرية قصبة الديار المصرية و التي سلمت لعمرو بسبب خيانات البيزنطيين و على رأسهم المقوقس الذي كان يطمع في حكم مصر نائبا عن العرب، كما فعل الحاكم الفارسي باليمن من قبله.

و من آثار إسكندرية الباقية مقابر مصطفى كامل الأثرية و تتكون من أربعة مقابر نحتت جميعها في الصخر، و قد نحتت المقبرتان الاولى و الثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة و الرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، و قد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق المصادفة فيما بين عامي ١٩٣٣و ١٩٣٤ . و يرجع تاريخ هذه المقابر إلي آواخر القرن الثالث و أوائل القرن الثاني قبل الميلاد. و منها أيضا مقابر الأنفوشي الأثرية و تقع في منطقة بحري غرب إسكندرية، و يرجع تاريخها إلي القرن الثالث قبل الميلاد أي في آواخر العصر البطلمي و أوائل عصر الرومان. و تمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة، و قد زينت في كثير منها بالمرمر و الرخام . و كذلك مقابر كوم الشقافة الأثرية و هي تقع في منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل و تعتبر من أهم مقابر المدينة لأنها من أوضح الأمثلة على تأثير الفن و الديانة المصرية على الرومان في المدينة.

كم تقع مقابر الشاطبي الأثرية فيما بين شارعي بورسعيد و طريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي، و يعود تاريخها إلي نهاية القرن الثاني و بداية القرن الثالث قبل الميلاد و هذه المقبرة منحوتة من الصخر و اكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي و من أهمها تماثيل التناجرا القديمة.

و للحكاية بقية فإسكندرية فيها الكثير من الحكايا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى