القصة والأدب

قصة طالوت وجالوت ونبي الله داوود وسِر تابوت بني إسرائيل.

جريدة الاضواء

كتبت/مرفت عبدالقادر

سيدنا موسى وأخيه هارون لما ماتوا كان سايبين كل الحِكم والمواعظ المكتوبة والتوراة

ووضعوها في “تابوت” اسمه تابوت الميثاق أو “تابوت السكينة” زي ما ذُكر في القرآن،

كان بداخله عصا موسى التي تحولت لثعبان مُبين قبل ذلك،

والتابوت مع شخص تلاهم في النبوة اسمه “يوشع” بن نون،

وكان هو نفسه الغلام اللي ذكرت حكايته مع سيدنا موسى عند مجمع البحرين.

المُهم أن في تلك الفترة بني اسرائيل كانوا في التيه اللي امتد لأربعين سنة،

لحد ما مات منهم الناس اللي كانت مضللة وخايفين يدخلوا الأرض المقدسة

وامتنعوا عن ذلك بعد طلب سيدنا موسى، ونشأ جيل جديد من الإسرائيليين،

والذي استطاع سيدنا “يوشع بن نون” أنه يخرجهم أخيرًا من التيه ده، وكان معاهم التابوت ..

التابوت مكنش تابوت عادي كده،

لأ خالص كان فيه سر عجيب أودعه الله به وهو السكينة فكان يكفي وجوده بينهم ليشعروا بالأمان والقوة والطمأنينة

وكان كفيل وجوده للإسرائيليين بأنهم ينتصروا بالحروب ويفتحوا البلاد،

كان تابوت مُعجزة بحد ذاته .

استطاع النبي يوشع بن نون عليه السلام أنه يقود بني اسرائيل لغزو بيت المقدس،

والزحف بجيشه نحو المدينة وبعهدته التابوت اللي كان سر الانتصار .

توفى النبي “يوشع”وبدأ بني اسرائيل في الإضمحلال وبدأت رايتهم وقوتهم بالخفوت على الرغم من أن تابوت العهد وسطهم

لكن فتوحاتهم انتهت وانهمكوا في قتل الأنبياء لكي لا أحد يوعيهم من الصواب والخطأ و

عاشوا فترة من الفساد، الي ان جاء أحد ملوك العمالقة من الكنعانيين إسمه ” جالوت” والعماليق كانوا عماليق بالفعل

فكان بيصل طول الواحد الفرد منهم لثلاثة أمتار وأي واحد فيهم قادر على سحق اللي قدامه ببساطة شديدة،

وفعلاً دخلوا وغزوا بيت المقدس وأخدوا من بني اسرائيل شيء مُقدس للغاية، ( تابوت السكينة ) أخدوه من وسطهم وانصرفوا .

بعد ما بني اسرائيل فقدوا القوة والعزة وحل بيهم الضعف والهوان،

وبعد ذلك كانوا بيقتلوا أي نبي بيجيلهم، أصبحوا في مأزق حيث انقطع سير النبوة فيهم إلا من سيدة واحدة كانت هي من نسل الأنبياء،

فأخذ الكهنة يدعوا الله أن يرزقها بالولد الذي يكون نبياً صالحًا عساه يُعيد لهم المجد الذي أضاعه “جالوت”

وأهدره العماليق، وأستجاب الله فولدت نبي الله ” صموائيل” واسمه يعني ” استجابة الله”

وعاش وسطهم حكم بينهم بالعدل وأعاد تعاليم التوراة،

وعند إقتراب أجله طلبوا منه أن يُعين لهم ملكًا منهم يكون حاكمًا عليهم وقائدًا في استعادة بيت المقدس فأوحى الله إلى ” صموائيل” ب “طالوت” ملكا.

هنا كانت المشكلة أمر “صموئيل” بني اسرائيل بأن يأخذوا عصا مُعينة من عصيانه وأنه الملك المنتظر من ساوى طوله

طول تلك العصا وهكذا ساوت العصا طول واحد فقط كان ذو بسطة في بنيانه،

يعني كان طويل جدًا واسمه “طالوت” والمشكلة أنه لم يكن من سادة القوم،

فعارض بني اسرائيل الفكرة تمامًا فكان “طالوت” يعمل كبستاني بسيط فكيف له أن يكون ملكًا على السادة،

فأوحى الله علامة لملكه إن تابوت العهد يرجع ليهم،

فوافقوا “صموئيل” على كلامه على مضض عسى أن يعود التابوت،

وبالفعل ما أن صار طالوت ملكًا أنزل الله عليهم التابوت من السماء وكانت تحمله الملائكة وبالفعل صار طالوت ملك بني اسرائيل الجديد،

بني اسرائيل الذين عادوا أقوياء يملكون تابوت العهد .

بدأ “طالوت” يجمع جيش قوي ويسلحه، ويخطب فيهم يحمسهم حيث إنهم دلوقتي معاهم “تابوت السكينة” وبالفعل قدر يجمع اكتر من 70 ألف جندي شاب قوي،

وقرر انه يبدأ الزحف ناحية جيش العماليق، اللي بيقودهم بقى رجل قوي جدًا اسمه “جالوت” .

إمتاز طالوت بأنه ذكي، عارف بني إسرائيل كويس، ومُدرك مدى خوفهم وماديتهم،

فقرر أنه يضعهم في اختبار بسيط كده، كان في نهر ما بين فلسطين والأردن هيعدوا عليه في ،طريقهم والجو كان حار جدًا والرطوبة عالية،

والجنود عطشانة، فأصدر “طالوت” أمرًا عسكريًا بمقتضاه إن مفيش جندي يشرب من النهر ده،

والي هيشرب منه يكون مطرود خارج الجيش فورًا، إلا اللي هيغترف “غرفة” بيده لكي يُذهب عطشه.

شرب معظم الجنود من النهر إلا عدد قليل منهم هو اللي صبر وأطاع الأمر، يُقال إن اللي فضل مع “طالوت” في حدود من 6 آلاف ل 4 آلاف جندي.

كمل “طالوت” بيهم المسيرة ناحية جيش العماليق، وفعلاً وصلوا ووقف الجيشين في مواجهة بعض،

مجموعة من الجنود الي فضلوا مع “طالوت” أول لما شافوا العماليق وقوتهم،

وعددهم اللي أكيد اكبر من عدد بني إسرائيل خافوا وانسحبوا من الجيش وبرضه فضل “ثابت” طالوت والي معاه مخافوش.

خرج “جالوت” القوي العملاق يُطلب مُبارزة فردية رجل لرجل من بني إسرائيل، وده كان عُرف مُتبع كده في الحروب زمان،

إنه يخرج واحد من اقوى الرجال هنا وواحد من أقوى الرجال هنا ويقاتلوا بعض بشكل فردي .

تخيل كده وضع الفئة المتبقية من جنود بني إسرائيل بعد كل الي مروا به من تمسكهم بطاعة الملك “طالوت” وعدم الشرب من النهر وبعدين ثقتهم في انهم رغم عددهم الصغير

أنهم هينتصروا برضه زد على ذلك دلوقتي إن في واحد منهم يخرج رجل لرجل أمام “جالوت” القوي وده أكيد بيضحي بنفسه.

هنا خرج “طالوت” وقال للجنود اللي هيقتل “جالوت” هزوجه من بنتي ومن بعدي يكون له المُلك،

المهم كان في شاب صغير كده وسط الجنود دي، واسمه “داوُد” سمع الكلام ده

فتقدم من غير ما يخاف وطلب إن هو اللي يبارز “جالوت” فأتاح له “طالوت” الفرصة بعد أن حذره .

تقدم “داوُد” وكان معاه “مقلاعة” اللي هي زي “النبلة” بس أقوى بكتير وكانت دي السلاح المنتشر للشباب

والمراهقين عمومًا في الفترة دي، فتقدم بها ومعاه خمس أحجار في جعبته بس، يعني خمس فرص لا أكثر .

وقف “داوُد” الصغير قدام “جالوت القوي العملاق، في الأول فضّل جالوت يتكلم ويستهزأ ببني إسرائيل والولد الصغير اللي هما باعتينه،

وفي لحظات استخدم “داوُد” سلاحه البسيط ورماه بحجر في عينه، فسقط جالوت القوي، فتقدم “داوُد” وسحب السيف بتاعه منه،

وبكل قوة وضعه في رأسه، وسط ذهول كل الحاضرين من بني إسرائيل أو العماليق،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى