مقال

رماز الأعرج في ,, العبقرية بين الواقع والخيال   

جريدة الاضواء

مملكة اطلانتس الجديدة ارض الحكمة

المحاضرة 26 ) الجزء الثاني)

رماز الأعرج في ,, العبقرية بين الواقع والخيال

أهمية ودور الناقل في التاريخ الإنساني :

الناقل هو الإنسان ذاته والشخص الذي ينقل الأفكار او يعلم المواد المتوارثة , او المطبق للمهارات التطبيقية المطلوبة والمتوارثة , هنا تقع على عاتقه مسؤولية تاريخية كبيرة , بحيث عليه أن يتحلى بالضمير الشفاف في نقل المعلومة , والتدقيقي في صحتها كما هي تماما , وان لا يخلط بين رؤيته الخاصة للمادة التي بين يديه , وعليه الحرص الشديد على الدقة والفصل بين الذات والموضوع , وهذا بحد ذاته نوع من الإبداع وان كان لا يجدد الموروث بذاته , ولكنه يجدد الطريقة في التعامل مع هذا الموروث ونقله للآخرين وتفسيره بشكل صحيح غير مشوه بالمعتقد والايدولوجيا والمزاج الشخصي والموقف المسبق من أي قضية كانت .

 

الناقل هو المسئول الأول عن توصيل هذه المادة للآخرين , بحيث هو ينقلها ويؤرخ ويسجل شيء ما في التاريخ أدرك ذلك أم لا , ودوره في هذا السياق الآن هو توصيل المعلومة الصحيحة والشفافة كما هي , بفحواها ومعناها القديم , على أن لا يعني ذلك إهمال الجديد , ولكن ذلك سياق آخر ومجال مختلف , والفصل ضروري بينهما دوما برغم علاقتهما الجدلية المستدامة والمتناقضة .

 

إن لكل مجال حاله الخاص به والناقل دوره النقل الدقيق والأمانة والخبرة والتأكد من صحة المعلومة وتوصيلها بأفضل شكل ممكن , ولكن بحرص شديد على عدم تشويه المادة وتغير تفسيرها مثلا ومقاصدها , وسواء كان النقل كتابي او شفهي مباشر للمتلقي , على الناقل أن يكون أمين وصارم في العمل والإخلاص لدوره التاريخي وإدراكه والعمل بوعي تام لهذا الدور الهام الضروري اجتماعيا وتاريخيا .

 

هذا لا يحرمه من إمكانية إن يكون هو ذاته مجدد بعد أن تمكن من المادة التي درسها ربما عشرات السنين , بل هذا مهم ومثمر أن يبدع العاملين في مجالات معينة في عملهم , هذا ضروري , ولكن هذا شيء مختلف عن دور الناقل والمعلم لمادة معينة قديمة وموروثة .

 

هنا يكمن إبداعه في كيفية توصيل هذه المادة , بطريقة مرنة لا تجمد عقل المتلقي , بل توضح له أن هذا هو الموروث كما هو عليه ولكن الحال الآن قد يكون اختلف , والمادة قديمة ويجب الحذر والتدقيق في المعلومات النظرية القديمة , وهي شيء آخر عن المعلومات التطبيقية التي نمارسها دوما دون أي تفكير بها , مثل المشي مثلا , كيف يمشي البشر , هو شيء موروث تطبيقي يمارسه جميع الناس بدون أي تفكير , هي سلوك ومعلومات تطبيقية نتعلمها ونطبقها كما هي منذ آلاف السنين , وهذا شيء مختلف عن المعلومة النظرية المجردة التي قد تشوه وتحرف بين جيل وجيل ومرحلة وأخرى .

 

أما الجديد والتجديد فله عنوان خاص به في النقطة القادمة , وهو دور تاريخي آخر يلعبه أقلية من الناس بحيث يتجوزون مفهوم الناقل والمنقول ويصلون إلى مرحلة الإبداع في التجديد والتطور المستمر للمجتمع في مساره التاريخي بغض النظر عن المرحلة ونوعيتها.

تم

رماز

رض الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى