مقال

الدكروري يكتب عن حرص النبي علي حفظ كلام الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حرص النبي علي حفظ كلام الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

هناك الآيات القرآنية الكثير التي بها دلالة واضحة على حرص النبى صلى الله عليه وسلم، وخوفه من انفلات كلام الله تعالى من لسانه، فجاءت الآيات تطمئنه، ولذا فقد مكن الله تعالى نبيه من حفظ القرآن الكريم حفظا تاما ومتقنا، فكلما نزلت آية هيأ الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم، ليحفظها في صدره، ويعيها في قلبه فهما وتدبرا، فيقول الله عز وجل فى كتابة العزيز لنبية محمد صلى الله عليه وسلم “سنقرئك فلا تنسى” فالقرآن لن يُنسى من قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ولن تكون هناك أي مشقة عليه، فالله تعالى قد رفعها عنه، فنادى عليه الله عز وجل قائلا “يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا” وهو موقف جلل للنبى صلى الله عليه وسلم.

 

في إظهار أهمية القرآن الكريم في حياته، فيحيي به ليله، ويتدبر معانيه، ويتلو آياته، ويداوم على ذلك حتى تتفطر قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هو تلبية لأوامر ربه عز وجل، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يستأنس بالقرآن الكريم، ويطبّق أوامر ربه، ويجتنب نواهيه، ويقيم المواعظ والعبر، فيعظ الناس كافة، كما حرص صلى الله عليه وسلم، على تعليمه صحابته رضوان الله عليهم وتبليغهم إياه، إذ إن الصحابة رضوان الله عليهم، لم يقصروا لحظة من أعمارهم في كتاب الله عز وجل، فجعلوه ميدانهم الأسمى، في السباق إلى الله سبحانه وتعالى، فهم ينهلون من نبع معانيه، ويتسابقون في حفظه وتلاوته، ويتدارسون علومه وأحكامه.

 

وكانوا يأخذونه من النبى صلى الله عليه وسلم مباشرة تلقيا، وسماعا، ولقد أكرمكم الله عز وجل أمة الإسلام، فقد أكرمها بالقرآن الكريم كما أكرمها بخاتم الرسل الكرام فأنزل الله تعالى كتابه الحكيم مصدقا لما قبله من الكتب السماوية ثم تكفل سبحانه وتعالى بحفظه وصيانته، وللقران الكريم يا أمة القرآن له في نفس المؤمن مكانة ليس لأي كتاب على الإطلاق، فالقرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وكفى بذلك تعظيما في نفوس المؤمنين، فالمؤمن يعظم ربه ابتداء، فيعظم بالتالي كل شيء يأتيه من عند ربه فكيف بكلام ربه؟ فإنه يكفى المؤمن شرفا أن يستشعر في قلبه أن الله تعالى يخاطبه شخصيا بهذا القرآن الكريم.

 

وإنه لا يوجد في تاريخ البشرية كتاب نال من المكانة في نفوس أصحابه كما نال القرآن، ولا يوجد كتاب قرئ وحفظ مثل هذا الكتاب، ولا عجب إن سماه الله تعالى القرآن، فهو الكتاب المقروء، ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء ” إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ” فمن تمسك به نجا من الفتن، فإنه روح المؤمن ونور هدايته، فقال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة الشورى” وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم، صراط الله الذى له ما فى السماوات وما فى الأرض ألا إلى الله تصير الأمور “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى