دين ودنيا

بغياب الثقافة أجيال مستقبلية تتربي على الألفاظ الدارجة”

جريدة الاضواء

“بغياب الثقافة أجيال مستقبلية تتربي على الألفاظ الدارجة”

جيل من كوكب آخر(استشاريين نفسيين واخصائين علم نفس يجيبون على اسباب انتشار الألفاظ الدارجة بين الشباب )

كتبت : آية أحمد

قليلاً ما تصادف شاباً الآن من دون أن يلفت انتباهك إلى شكله وملابسه التي توحي أحياناً بأنه قادم من كوكب آخر. وإذا تحدث أمامك تشعر أنك ضللت الطريق وتعيش بين بشر لا تعرفهم يتحدثون لغة لا تعرفها هذه هي نتائج العصرية أو الروشنة التي جعلت الشباب أغراباً عن أهلهم رغم أن هؤلاء الشباب لا يرون في ما يفعلون شيئاً غريباً ويحاول كثير من الشباب أن يكون لهم طريقة خاصة في التعامل، واستخدام مصطلحات مختلفة عن الغير كنوع من التميز والاختلاف والتأكيد على أنهم جيل ذي ثقافة جديدة متغيرة. هذه الكلمات لا تلقى استحسان كثيرين، ويعتبرونها تمرداً على الواقع، وأن الشباب يرددها في مرحلة المراهقة وبعدها سيبتعد عنها، ويختلف مفهوم هذه الكلمات حسب طبيعة الموضوع الذي يتحدثون عنه، فكثير منهم يستخدمها للتمويه عندما يكون هناك شخص غريب بينهم. وعلى الإنترنت وخاصة على الموقع الاجتماعي الشهير فيسبوك ظهرت مجموعات شبابية مختلفة، تتحدث عن هذه الألفاظ والعبارات التي يرددها الشباب.

فترة المراهقة والانخراط بدوامة الحياة سببا فى إندراج الشباب بالألفاظ ”

يعلق على كلام الشباب الاستشاري النفسي الدكتور إسماعيل أمين
قائلا:
(من المعروف أن كل رابطة أو مجموعه من الشباب لها مصطلحات وكلمات خاصة يتحدثون بها، ويتدارجون هذه الألفاظ خاصة عندما يكون هناك غريب بينهم، أو من أجل إخفاء شيء عن الآخرين لكنها لا تشكل حالة شاذة بين كثير من الشباب فهم يعتبرونها أسلوباً حديثاً في التعامل.)

ويضيف اخصائي علم النفس الاستاذ خالد سمير قائلا ( تشيع هذه الألفاظ والعبارات الموجودة بين الشباب خاصة في فترة المراهقة، لكن عندما يكبر الشاب وينخرط في دوامة الحياة يبدأ تدريجياً في نسيانها والتغير إلى ما هو أفضل ونادراً ما يتفوه بها، لأن حالته النفسية التي كان يعتمد فيها على التشبه بأقرانه بدأت في الزوال، حيث كون شخصيته المستقلة، كما أن كثيراً من الشباب ينبذ من لا يتعامل مثلهم بمثل هذه العبارات أو الكلمات، حيث يعتبرونه شاباً غير عصري ومعقداً، لأنه غريب عن أفكارهم وتطلعاتهم).

“الإعلام يؤثر في استنباط المصطلحات الجديدة”

ويرى المستشار الإعلامي الدكتور إبراهيم الحوسني أن الإعلام له تأثير كبير على الشباب في استنباط مصطلحات جديدة ومختلفة، وهو في الوقت ذاته يحاول أن يغير الثقافة العربية التي تربينا عليها كما أن الأفلام العربية والمسلسلات أصبح لها أيضاً الدور الأقوى في وجود تلك المصطلحات، حيث خلقت رؤى جديدة لدى الشباب، خاصة فيما ينشر على الإنترنت والانسجام مع ثقافة العولمة.

“ألالفاظ الدارجة بين الشباب نوع من التغيير وقت المزاح والرحلات ”

يقول محمود سيف (طالب جامعي) إنه دائما ما يردد مع زملائه بعض العبارات المختلفة،
والتي يعتبرونها نوعاً من التغيير، لكن هذه الكلمات تقال في وقت المزاح والرحلات والأوقات التي يجتمعون فيها سوياً. ويضيف: كثيراً ما يسألني الأهل عن معنى هذه الكلمات خاصة لو كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء في الهاتف ونطقت بها.
وعلى الرغم من اختلاف هذه الكلمات عن الفاظنا وتعبيراتنا المعتادة إلا أنني أعتبرها شيئاً مختلفاً بالنسبة لنا كشباب حيث نشأنا في وضع مختلف، ووقت مختلف
عن الماضي
فلماذا لا نكون أيضاً مختلفين
في تعبيراتنا.

يقول الطالب عمرو جمال “طال جامعي” ( أستخدم هذه الكلمات كنوعا من البساطة وعدم التكلف ففي الخروجات كثيرا مانمزح انا وأصحابي فيكون التكلف بيننا غير مطلوب فننادي أنفسنا بالألفاظ التي انتشرت مثل ياسطا او يامعلم وكثيرا من الكلمات ألتي لاتدعي الى التكلف)

ويقول رشيد منصور محاسب: على
الرغم من تركنا للمدرسة والجامعة إلا أننا في مرحلة الشباب، وما المانع أن نتحدث سوياً بمثل هذه الألفاظ وهي لغة بيننا تجعل الحياة مرنة كما أننا تعودنا عليها ونسيانها صعب ، خاصة أنها مختصرة وسهلة ويضيف: أتعامل بهذه الألفاظ مع الزملاء في العمل خاصة ممن هم في سني، لكن مع الكبار فالتعامل يكون بحدود
ولا داعي لهذه الكلمات لأن الأكبر منا ربما يعتبرها من
العجائب

“السينما المصرية سببا في التلفظ باللفظ الدارجي”

تفول الطالبة مايسة عثمان طالبة بكلية التمريض جامعة المنيا (أرى ان ماوصلوا اليه الشباب من نطق هذه الكلمات هي كثرة مشاهدة الأفلام والمسلسلات وايضا تقليدا للغرب)

وتعلق الطالبة زهراء إيهاب طالبة بكلية الآداب جامعة المنيا تعلق بقولها على هذه اللغة قائلة (الذي أدى الى التفوه بهذه اللغة هي أفلام محمد رمضان مثل عبده موته وغيره وكل الافلام التي يها بلطجة وشباب كل كلامها بأسلوب بيئى غير لائق بعادات المجتمع وكذلك أغانى المهرجانات التي تأتي بأناس من أماكن فقيرة فى العلم والمعرفة أدت إلى إنعدام الثقافة بين الشباب)

:الانحطاط الاخلاقي وغياب الوعي الديني سببا في انتشار لغة الشباب”

بدأت الطالبة اسماء عاطف طالبة بكلية الحقوق بجنوب الوادي معلقة بقولها ( كُل انسان منا خلق ع الفطرة ، فـهناك فرق بين الذكر والأنثي فـي مختلف المواضيع ، ذكرها الدين بالتفصيل ، نلاحظ إن كُل شئ بيتفق مع ان الأنثي كائن هين لين رقيق ، من صفاتها إن كلامها لين ورقيق ، يختلف اختلافاً باتاً عن اسلوب الرجال ففـي عصرنا هذا نري النساء رجالاً والرجال نساءً الا من رحم ربي)

كما قالت الطالبة آية جمال ( من ابشع الحالات التي تقابلني ان فتاة تتفوه بألفاظ أفزع فزعاً كاملاً منها ، كما انني اطالبها بعدم النطق بهذه الالفاظ لكنها لا تلتفت وتستهزأ بتربيتي تحت مُسمي كلمة “نرم”.. أيُعقل الذي تربي علي الاخلاق والتفرقة بين الخطأ والصح هو شخص كلاسيكي التفكير؟ كما أن الدين الإسلامي يحثنا على التفوه بالالفاظ الجميلة التي تليق بنا كإناث فكيف لنا ان ننطق بهذه الكلمات!!)

استطاعت الالفاظ الدارجة بين الشباب أن تنشيء جيلا مختلفا عن الأجيال التي سبقت وتؤثر هذه الألفاظ التي يرددها الشباب تأثيرا بالغا في الاجيال الآتية فيما بعد ، خاصة وأن معظمها موجود في الثقافة الأمريكية مثل كول وهي كلمة دارجة بين الشباب ومعناها لا تكن متقيداً بشيء، واجعل الأمور بسيطة. والخطر كما يؤكد الحوسني في أن هذه الكلمات يمكن أن يؤدي إلى تغيير ثقافة مجتمع في وقت قصير وهو ما يحدث الآن، والمشكلة الأساسية هي أن العالم الغربي يريد أن ينشر هذه الثقافة في مجتمعاتنا التي هي بالأساس غريبة عليه وليست لها أي أصول أو قواعد عنده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى