دين ودنيا

الدكروري يكتب عن شعار من شعائر الدين

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأثنين الموافق 1 يناير

 

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش استوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم أما بعد يقول صلى الله عليه وسلم “ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهّل الله له به طريقا إلى الجنة” رواه مسلم، وقال السيوطي رحمه الله “تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال” وقال ابن خلدون رحمه الله.

 

“تعليم الولدان للقرآن، شعار من شعائر الدين، أخذ به أهالي الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق إلى القلوب، من رسوخ الإيمان وعقائده، بسبب آيات القرآن، ومتون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي بُني عليه ما يحصل بعد من الملكات” ولذلك قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما “من قرأ القرآن قبل أن يحتلم، فهو ممن أوتي الحُكم صبيّا” وهذا فضلا عن تربية الولد صاحب القرآن، الذي سيكون خلفا بارا صالحا، يذكر والديه بالدعاء الصالح بعد وفاتهما بل قد يكون سببا في دخولهما الجنة، ولقد كان الإنسان دائم التنقل والترحال بين البلدان، إلى أن توصل الإنسان المصري القديم إلى الزراعة وبناء عليه بدأ الإنسان في معرفة الاستقرار وتكوين الأسرة، ومن بعدها شرع في تكوين العائلة التي نتج عنها فيما بعد تكون القبائل.

 

ومنها أتت نشأت المجتمع، فلولا تَكون الأسر وترابطها واستقرارها، فاحمدوا الله عز وجل علي ما أنتم فيه من النعم وكبروه بكرا وأصيلا، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يكبّر على الصفا ثلاثا يقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، ثم يصلي على النبي صلي الله عليه وسلم ثم يدعو، ويطيل القيام والدعاء، ثم يفعل على المروة مثل ذلك” وهذا من توابع الدعاء أيضا، وعن وهب بن الأجدع قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس بمكة يقول “إذا قدم الرجل منكم حاجّا، فليطف بالبيت سبعا، وليصلي عند المقام ركعتين، ثم يستلم الحجر الأسود، ثم يبدأ بالصفا، فيقوم عليها، ويستقبل البيت فيكبّر سبع تكبيرات، بين كل تكبير حمد الله عز وجل وثناء عليه.

 

وصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ومسألة لنفسه، وعلى المروة مثل ذلك” وعند ورود ذكره صلوات الله وسلامه عليه نطقا او كتابة روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال “من ذكرت عنده فليصلي عليّ فإنه من صلى عليّ مرة صلى الله عليه عشرا” رواه النسائي في عمل اليوم والليلة، أسأل الله العلي العظيم أن يطيب كسبنا وكسبكم، وأن يصلح نياتنا ونياتكم، وأن يرزقنا وإياكم الرزق الحلال ويبارك لنا فيه، وأن يباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب إنه سميع قريب مجيب “يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى