مقال

الكريم والجواد أين نحن منهم

جريدة الاضواء

الكريم والجواد أين نحن منهم

بقلم /سارة السيد شحاتة

قال المولي عز وجل (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكه)

فالإنفاق في سبيل الله له من الأجر والثواب العظيم فالكرم والجود من أحسن الصفات التي من الممكن أن يتحلي بها الإنسان فكل كريم جواد يخلد إسمه بحروف من نور علي مدار التاريخ

فالكرم هو الإحساس بالراحة وإستشعار لروح التراحم والتعاطف والألفة بين أفراد المجتمع بل إدخال السرور والفرح علي النفوس وبالأخص المعذبة

فيصبح المجتمع قوة مترابطة وبنيانا مرصوصا يشد من أذر بعض فهو من الصفات المحمودة بين بني البشر ولكن بلا إفراط وتبذير قال تعالي (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)

فما أنبل الكرم حينما يأتي من فقير معدم لا يملك قوت يومه بل لايملك مايسد به رمقه وما أبشع البخل والجشع حينما يكون من غني ميسور الحال إن أعطيته كنوز الأرض ذهبا لطمع في كنوز السماء

وإن كنت أري أنه من الأوجب علي الدولة أن تعلم البخلاء كيف يكون الكرم والجود ولو بسلطان القانون إذا لم يكن بيقظة الضمير وإحياء النفوس

فالكرماء لهم منزلة رفيعه وثواب من الله كبير فقد يكون في عطائهم فك كرب إنسان ولا يتوقف نوعية الكرم علي بذل المال فقط ولكن قد يكون في صورة نصيحة بكلمات نافعة للإنسان في دينة ودنياة وآخرته فتؤثر فيه بل قد يكون لها أثرا في تقويم النفس وتهذيبها

ولا ننسي أن الدين الإسلامي قد حث المسلمون علي الإنفاق بل ربط الإنفاق بالبر قال تعالي (لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون وماتنفقوا من شئ فإن الله به عليم )

وقد وصانا رسولنا الكريم بذلك ولنا فيه قدوة حسنة حتي أنه صل الله عليه وسلم في موقف له عندما أرسل في السنة التاسعة من الهجرة سرية بقيادة علي بن ابي طالب الي طئ لهدم صنمهم ولما سمع عدي بن حاتم الطائي بذلك خرج بأهله الي الجزيرة العربية تاركا أخته سفانة بنت حاتم فتم سبيها بعد هدم صنمهم

فعادت السرية بغنائمها الي المدينة ومر عليهم الرسول فنادت عليه قائلة يارسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله اليك فقد كان أبي سيد قومه يفك العاني ويعفو عن الجاني ويحفظ الجار ويطعم الطعام فأنا ابنة حاتم الطائي فقال لها رسول الله هذه صفات المؤمنين ولو كان أباكي حيا لترحمنا عليه وقال للمسلمين إخلوا سبيلها فقد كان أباها يدعو إلى مكارم الاخلاق فاسلمت وكانت سببا في إسلام أخيها وقومها

هذا موقف نبي الأمة مع كريم من الجاهليه ليوضح لنا أن الكريم له من الصفات المحمودة التي لايوازيها كنوز الأرض ذهبا

وكان الصحابه والتابعين علي نفس النهج في الكرم والجود والعطاء ولهم عظيم الأثر في الإنفاق في سبيل الله لتقوية المجتمع الإسلامي وليضمن للفقير عيشة هنيه وسترا للارملة من أن تمد يدها

فهذا ابو بكر الصديق يتبرع بكل ماله لله ولرسوله ويقول له الرسول ماذا تركت لبيتك يقول بكل فخر تركت لهم الله ورسوله وهذا عمر بن الخطاب يتبرع بنصف ماله وهذا عثمان بن عفان يتبرع بكل تجارتة لفقراء المسلمين رافضا ماعرضه عليه التجار من أموال لشراء تلك البضاعه وما تجهيز جيش العسرة ببعيد وما قصة هذا الصحابي الذي أعطي بستانا مقابل نخلة في الجنة

والقصص كثيرة والمواعظ كبيرة أنهم أناس وضعوا بين أعينهم التجارة مع الله فنمت تجارتهم وربحوا

فالكريم ليس له جزاء الا الجنة فهو ينثر الخير في كل مكان وزمان بل يتصف بقلة أعداءه وخصومة فهو ذو أياد بيضاء ممتدة بالخير للجميع

فما موقعنا اليوم من هؤلاء وماذا نحن فاعلون فهل سنعود الي ماكان عليه آباؤنا وسادتنا من جود وكرم ونربي في اولادنا تلك الصفات الحميدة لنفوز معا بالدنيا والآخرة أم سينطبق علينا قول ربنا (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى