القصة والأدب

قصة صانع الأقمشه

جريدة الاضواء

قصة صانع الأقمشه

كتب- صبري الحصري

عاش صانع الأقمشه مع زوجته في منزل فقير ، وكان يقوم بشراء الأقمشه ويذهب إلى ورشته كل يوم لقص الأقمشه وحياكة الاقمشه ، ثم بيعها في السوق ، وما يحصل عليه من مال ، يقوم بشراء المزيد من الأقمشه لصنع العبايات ، ولكن لم يكن صانع الأقمشه يربح الكثير من المال ، وظل هو وزوجته يكافحان من أجل لقمة العيش ، وفي النهاية لم يعد لديهم المال لشراء المزيد من القماش .

 

ونفذ كل ما لديهم وبقيت قطعة من القماش الصغيرة ، ونظر لها صانع القماش وهو يبكي ، لأنه يعلم ربما تكون تلك المرة هي الأخيرة في صنعه العبايات ، فأمسك بالقطعة الأخيرة من القماش وقصها وقرر استكمال العمل بها في صباح الغد .

 

وأغلق الورشة وعاد إلى منزله ، وفي صباح اليوم التالي عاد إلى ورشته ، وما إن فتح باب الورشة حتى وجد على الطاولة عبائه جميله وتعجب صانع الأقمشه فكيف حدث ذلك ، وهو لم يكمل العمل عليها منذ الأمس .

 

ولكن سرعان ما أمسك بها ، واتجه بها إلى السوق وباعها بمبلغ كبير ، وتمكن من شراء المزيد من الأقمشه فعاد إلى منزله وهو سعيدًا واخبر زوجته بما وجده ، فتوجه إلى ورشته وأمسك بما اشتراه من أقمشه ، وقام بقصه وترك أجزاء القماش المقصوصة على الطاولة .

 

وعاد ليكمل عمله في الغد ، ولكنه في اليوم التالي وجد أيضًا تلك القصاصات قد تحولت إلى عبايات رائعة وجميلة ، فجمعها وذهب لبيعها في السوق وربح مال أكثر ، وهكذا ظل صانع الأقمشه يقص القماش ويتركه على الطاولة في الورشة ، وعند الصباح يجده مصنوع وجميل فيأخذه ويبيعه في السوق ويربح مال أكثر .

 

وسرعان ما أصبح صانع الأقمشه مشهورًا بملابسه الجميلة ، وزاد الإقبال عليها ولكن كان صانع الاقمشه يود إن يكتشف الشخص الذي يساعده في الخفاء ، فقرر هو وزوجته الاختباء ليلًا في الورشة لانتظار ذلك الشخص .

وعند منتصف الليل قفز رجلين من نافذة الورشة ، وامسكا بالقماش وصنعا عبايات جميلة ملونة ومزينة ، وكانا الرجلين يرتديان ملابس قديمة وممزقة ، ولكن كانا ماهرين في صنع العبايات .

 

وما إن أنهى الرجلين عملهما حتى رحلا من النافذة ، فقرر صانع الأقمشه أن يقدم لهما هدية تعبيرًا عن امتنانه لمساعدتهما له ، فقررت زوجته حياكة ملابس جديدة بدلًا من الممزقة .

 

وبالفعل أنهى الزوجين صنع الملابس الخاصة بالرجلين ، وتركاها لهما على الطاولة وفي منتصف الليل قفز الرجلين إلى النافذة ، لكن لم يكن هناك قماش لحياكته ، بل كانت ملابس وأحذية لهما ، فارتدياها وظلا يرقصان من شدة السعادة .

 

وفي اليوم التالي قص صانع الأقمشه ، وتركه على الطاولة وعاد إلى منزله ، ولكن عندما جاء في اليوم التالي وجد القماش المقصوص كما هو ، فعلم بغياب الرجلين وعاد إلى منزله حزينًا ، لكن زوجته شجعته أن يعود هو يصنع الأقمشه بنفسه كما كان من قبل ، وأن يجتهد في عمله ويحافظ على ما وصل إليه من شهرة ، وبالفعل عاد صانع الأقمشه للعمل في ورشته بكل جهد واجتهاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى