مقال

الدكروري يكتب عن حزقيل في بني إسرائيل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حزقيل في بني إسرائيل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

روي أن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أخبر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في الشام، في موضوع الطاعون، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه قال فرجع عمر من الشام” وأما عن نبي الله حزقيل عليه السلام فقال محمد بن إسحاق أنه لم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث، وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام، صنم يقال له بعل، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران، قلت وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر.

 

لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة ” الصافات ” فتعجلنا قصته لذلك، وقال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال ثم تنبأ فيهم بعد إلياس، وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام، والنبي حزقيل عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل بعد نبى الله موسى عليه السلام، وقد ورد اسمه في التوراة والقرأن الكريم، وكان قد دعى قومه للجهاد فهربوا وخرجوا من ديارهم فأماتهم الله، ثم أحيا الله على يديه هؤلاء الموتى مرة أخرى، وقد وردت بعض الآثار وأكثرها عند أهل التفسير والأخبار ولعلها من الإسرائيليات التي لا يمكن القطع بشيء منها أن حزقيل كان نبيا من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى وأنه هو الذي أحيا الله على يديه ألوف الموتى حين خرجوا من ديارهم خوفا من الموت.

 

وقيل أنه هو الذي قال الله عنه كما جاء فى سورة البقرة ” أو كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته اللخ مائة عام ثم بعثه، قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير ” وقيل غير ذلك، وقد جاء في تفسر الطبري وغيره عند قول الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون” وقد أماتهم الله قبل آجالهم عقوبة لهم، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم.

 

وقيل إنما فعل ذلك بهم معجزة لنبي من أنبيائهم، لأنهم فروا من الجهاد لما أمرهم الله به على لسان حزقيل النبي عليه السلام، فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فرارا من ذلك، فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء، ثم أحياهم وأمرهم بالجهاد، وقد عقب على ذلك بقوله، قال ابن عطية وهذا القصص كله لين الأسانيد، وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إخبارا في عبارة التنبيه، والتوقيف عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارا من الموت فأماتهم الله تعالى ثم أحياهم، ليروا هم وكل من خلف من بعدهم أن الإماتة إنما هي بيد الله تعالى لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف ولا لاغترار مغتر، وجعل الله هذه الآية مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى