إنشاء مسبك خارجي لتايوان في مصر

إنشاء مسبك خارجي لتايوان في مصر خيارًا جذابًا ويحتاج خطوات واسعة
دكتور / علي جمال عبد الجواد مدرس أدارة الأعمال والمالية.
نظرًا لعدم اليقين في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات ، فإن بعض البلدان ، مثل الولايات المتحدة ، تشعر بالقلق من أن اعتماد العالم على تايوان لأشباه الموصلات أصبح محفوفًا بالمخاطر تحاول البلدان تأمين إمدادات مستدامة من أشباه الموصلات من خلال تطوير تكنولوجيا أشباه الموصلات الخاصة بها أو دعوة TSMC لإنشاء مسبك خارجي.
ومع ذلك ، فإن التكنولوجيا الخاصة بالدول النامية ستجعل شركات أشباه الموصلات في تايوان تواجه سوقًا عالمية أكثر تنافسية ، مما سيجعل من الصعب على تايوان الحفاظ على تقدمها التكنولوجي والحفاظ على درع السيليكون.
إن مصر بحاجة إلى العمل على البنية التحتية التكنولوجية من أجل خلق بيئة جاذبة لهذه الصناعة تخطو مصر خطوات واسعة في مجال حقوق الملكية الفكرية من المقرر أن تساعد الهيئة الوطنية للملكية الفكرية، المتوقع تأسيسها قريبا، في تحويل مصر إلى مركز لصناعة التصميم الإلكتروني وغير الإلكتروني من خلال حماية حقوق الملكية الفكرية، مما يساعد في جذب المزيد من الشركات الدولية إلى السوق المحلية.
لا يعد إنشاء مسبك خارجي خيارًا جذابًا لشركات أشباه الموصلات التايوانية استجابة لدعوات العديد من البلدان ، أظهروا موقفًا مترددًا نسبيًا لتوسيع مسابكهم الخارجية.
نظرًا لارتفاع التكاليف والمخاوف الاستراتيجية ، يتم استخدام أكثر من 90 ٪ من صندوق الاستثمار لشركات أشباه الموصلات التايوانية للاستثمار المحلي.
أعرب موريس تشانغ ، مؤسس TSMC ، عن قلقه من صعوبة تكرار نجاح TSMC ، حتى في مصنع TSMC الذي تم إنشاؤه حديثًا في أريزونا (الولايات المتحدة) نظرًا لأن القدرة التنافسية الأساسية لصناعة أشباه الموصلات في تايوان هي الكتلة الصناعية في Hsinchu Science Park.
بدون الكتلة العنقودية ، تقدر تكلفة إنشاء مسبك في الولايات المتحدة بستة أضعاف تكلفة المصانع التي تم تشييدها سابقًا في تايوان.
علاوة على ذلك ، يوجد في تايوان عدد كبير من العمال ذوي المهارات العالية والمتخصصين من ذوي الخبرة في صناعة تصنيع أشباه الموصلات – وغالبًا ما يعملون لساعات طويلة. في المقابل ، بالكاد من الممكن في الولايات المتحدة توظيف قوة عاملة مؤهلة وذات خبرة بنفس التكلفة كما هو الحال في تايوان.
في الوقت الحاضر ، تمثل الولايات المتحدة 12٪ فقط من إنتاج الرقائق العالمي لتشغيل المصانع في الولايات المتحدة ، تحتاج TSMC إلى جلب كبار المهندسين التايوانيين ، وكذلك نقل سلسلة تصنيع IC إلى الولايات المتحدة ، مع تحمل مخاطر تسريب التكنولوجيا المتقدمة لـ TSMC.
بصرف النظر عن المخاوف الاقتصادية ، لم يعد بإمكان TSMC الاحتفاظ بموقف محايد كما كان في السابق ، وسط حرب التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين.
في ظل رقابة الصادرات الأمريكية للحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات ، فإن إنشاء المصانع في مصر يعني أن شركة TSMC ستحتاج إلى وقف تصديرها إلى الصين ، مما يؤدي إلى خسارة 20٪ من الإيرادات السنوية لشركة TSMC.
في الختام ، قد يعزز المسبك الخارجي سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات ، لكن التكاليف المرتفعة التي سيتم تكبدها ومخاوف التسرب التكنولوجي لا تزال تعوق الشركات التايوانية عن إنشاء مسابك خارجية.
كما أنه سيقلل من الأهمية الجيوسياسية العالمية لتايوان من أجل الحفاظ على “درع السيليكون” الخاص بها ، ستحتاج تايوان إلى وضع خطة لتعزيز سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات دون الحاجة إلى الاعتماد على توسيع مسابكها الخارجية.