مقال

الغثيان الثقافي والإجتماعى و قيم مدمرة

جريدة الاضواء

الغثيان الثقافي والإجتماعى و قيم مدمرة

★آلُلُۆآء.أ.حٍ. سآميَ محٍمدِ شُلُتٌۆتٌ.

•الغثيان حالة مرضية حسب الطب، وهناك غثيان كحالة ثقافية إجتماعية، يصيب أصحاب الوعي الحاد، تتجول في الشارع فإذا بسلوكات ومناظر تثير الغثيان، تجلس في المقهی فتسمع وتری ما يثير الغثيان، أفكار لا تستطيع الصمود أمامها أكثر من لحظة زمنية فتصاب بالغثيان، غثيان أينما حللت وإرتحلت، هو غثيان ثقافي يعانيه ذلك الذي يری الأمور والأشياء بعين مخالفة للسائد في المجتمع، عين ترفض الأمر الواقع ولا تستطيع مجاراته والسكوت عنه، لأنها عين طموحة واعية ، رافضة لما يدور في واقعها، وغير راضية به،تطمح لواقع أفضل
لهذا المرض سببان…
سبب ذاتي يتعلق بالذات المريضة به، لأن حالتهاالفكريَة والنفسية والوجدانية أرض خصبة، حيث لا يتمتع كل الأشخاص بمناعة ضده فهو يصيب الذوات الواعيةبالتخلف التاريخي للمجتمع وما ينقص المرحلة، والمتمتعون بوعي مرهف إزاء كل ما هو متخلف ۆغير حضاري، وكذا بوطنية صادقة ۔
وآلُسبب آلُثْآنْيَ موضوعي.. يقع خارج الذات أي الواقع وما يجري فيه من ظواهر وحالات مٶلمة مٶذية لأصحابها وللأخرين، نتيجة لعدم الوعي بالتخلف وبالوجود خارج التاريخ، في الهامش، إضافة إلی غياب إدراك هٶلاء لإنسانيتٌهم بإتباع غرائزهم وأهوائهم، لا طموح لهم خارج العيش وما يتطلب، أي ما يضمن لهم الوجود الحيواني البهيمي.

• علی المستوی الذاتي يمقت مريضنا محيطه لكن عقله وفكره في عالمه الذي بناه، وجسده مع الأخرين، فيعيش ممزقا بين هذين العالمين، فهو كالمجنون عندما يری حلمه يضيع ومثاليته تنتهك ولا يستطيع فعل أي شيء وتلك هي الكارثة فما العمل؟.
واقعيا يتجنبه الأخرون، فيشعر بتفاهة كل شيء لذلك هو غريب بالمعنی الذي وصفه به
التوحيدي« أبوحيان» بْأنْه غريب في وطنه وببن أهله، غريب بإفكاره وحقيقته، وأية غربة أقسی وأمر من هذه؟.
فيتساءل عن الحياة ومعناها؛ هي معاناة ومسٶولية المثقف الواعي في وطنه ومع مواطنيه لكنه غير مرتزق بفكره ولا في خدمة فرد أو جماعة بل همه الكل…
وقديما قال الشاعر«يشقی ذو العقل في النعيم بعقله… وذوو الجهالة في الشقاوة ينعم.»…

••إن الدلالة الإجتماعية للآية القرآنية ﴿ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا﴾….
تعني إن الناس إذا سكتوا عن جرائم المترفين وخضعوا لأمرهم وإتحدوا على طاعتهم أصبحوا مستحقين للعقاب مثلهم…………….. رسالة إلى الجشعين وأصحاب الكروش التي لا تمتلئ أبداً. أرحموا الضعفاء. لا رحمكم الله العلي المنتقم الجبار……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى