خواطر وأشعار

الدكروري يكتب عن العباس أسيرا في بدر

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد بعث الله عز وجل نبيه وحبيبة المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم إلي العالمين، عالم الإنس وعالم الجن، وجعله رحمة للعالمين، وجعلة هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا، وإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين ومع عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى كان من أكرم الناس وأجودهم، والذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنه أجود قريش كفا، وأوصلها” وقيل أنه أعتق عند وفاته سبعين عبدا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يحبه حبا شديدا، ويقول “من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه” أي مثل أبيه” وقد كان هو أكبر سنا من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ولد قبله بثلاث سنين، ومن حسن أدبه. 

أنه ولما سُئل أأنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال هو أكبر، وأنا ولدت قبله” وكان من سادة قريش، وكان يتعهد المسجد الحرام، فيسقي الحجاج ويقوم بخدمتهم، وقد ورث ذلك عن أبيه عبد المطلب، وكان قبل إسلامه شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقف بجانبه، ويدفع عنه أذى المشركين، وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم، بيعة العقبة الثانية، ليطمئن عليه وهو لم يعلن إسلامه بعد، فلما التقوا، وتواعدوا على أن يكون اللقاء في اليوم التالي، كان هو أول من أتى، فبايع الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، على النصرة والبيعة، وهو آخذ بيده، فلما كانت غزوة بدر، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، المسلمين بأن لا يقتلوا العباس لأنه خرج مستكرها. 

وبعد المعركة استطاع أبو اليسر رضي الله عنه أن يأسر عمه هذا، فلما أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف أسرته؟ قال أبو اليسر، لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد أعانك عليه ملك كريم، وقد خشى النبي صلى الله عليه وسلم، على عمه، وخاف أن يقتله الأنصار، فأمر عمر بن الخطاب، أن يأتيهم ويأتي بعمه هذا إليه، فلبّت الأنصار أمر نبيهم، وتركوا عمه، فقال يا رسول الله، إني كنت مسلما، فنزل قوله تعالى فى سورة الأنفال “يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم” فهذا الصحابى الجليل هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي. 

وهوالعباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمه بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت أمة نتيله بنت جناب بن كليب بن مالك بن عبد مناف بن عمرو بن عامر بن زيد بن عبد مناه بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النمر بن قاسط بن هنب بن افصي بن دعمي بن جديله بن اسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وكان العباس بن عبد المطلب في الجاهليه رئيسا في قريش، واِليه كانت عماره المسجد الحرام والسقايه في الجاهليه، اما السقايه فمعروفه، واما عماره المسجد الحرام، فانه كان لا يدع احدا يسب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرا لا يستطيعون لذلك امتناعا، لان ملا قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك فكانوا له اعوانا عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى