مقال

خير الأعمال عند الله

جريدة الاضواء

خير الأعمال عند الله

بقلم : أشرف عمر

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟

*قَالَ: { ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ ، وَاللِّسَانِ الصَّدُوقِ }.*

قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ عَرَفْنَا اللِّسَانَ الصَّدُوقَ ، فَمَا الْقَلْبُ الْمَخْمُومُ ؟

*قَالَ: { هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لا إِثْمَ فِيهِ وَلا بَغْيَ وَلا حَسَدَ } .*

حديث صحيح رواه ابن ماجه.

*شرح الحديث:*
سلامةُ القلبِ وصِدقُ اللِّسانِ من أجلِّ الصِّفاتِ التي ينبغي أن يَتحلَّى بها المسلمُ، وهي مِن الصِّفاتِ التي يَتفاضَلُ فيها الناسُ، وهي مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجَنَّةِ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنهما: “قيل لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى علَيه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟”، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “كلُّ مَخْمومِ القلبِ”، أي: سَليمِ القَلبِ نَظيفِه، وهو مِن تَخميمِ البَيتِ، أي: كَنْسِه وتَنظيفِه، والمعنى: أن يكونَ قلبُه نَظيفًا خاليًا مِن سيِّئِ الأخلاقِ، “صَدُوقِ اللِّسانِ”، أي: لسانُه مُبالِغٌ في الصِّدقِ، فيَحصُلُ بذلك المطابقَةُ بين تَحسين اللِّسانِ وطهارةِ القَلبِ، فيَخرُجُ عن كوْنِه مُرائيًا.
فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: “صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مَخمومُ القلبِ؟”، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “هو التَّقيُّ”، أي: الخائفُ مِن اللهِ في سرِّه وعلَنِه، والمُراقِب له في كلِّ أعمالِه، “النَّقيُّ”، أي: نقيُّ القلبِ، وطاهِرُ الباطِنِ، “لا إثْمَ فيه”، وفي روايةٍ: “لا إثْمَ عليه”، أي: لا يوجَدُ به سوءٌ مِن الحِقدِ والغِلِّ، فإنَّه مَحفوظٌ بحِفظِ اللهِ وعِنايتِه، وقولُه: “ولا بغْيَ” أي: لا ظُلمَ فيه ولا مَيلَ عن الحقِّ، “لا غِلَّ” أي: لا حِقدَ، “ولا حسَدَ”، أي: ولا يتمنَّى زوالَ نِعمةِ الغيرِ.

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى