مقال

الدكروري يكتب عن أعمال السنة وشهر شعبان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعمال السنة وشهر شعبان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان السلف الصالح الكرام عليهم من الله الرضوان يكثرون من ختم القرآن، فإذا جاء رمضان ازدادوا من ذلك لشرف الزمان، وكان جبريل عليه السلام يلقى رسول الله صلي الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن ” متفق عليه، وفي آخر عام من حياة سيد الأنام صلي الله عليه وسلم عارضه جبريل القرآن مرتين على التمام، ولما نزل بعبد الله بن إدريس رحمه الله تعالى الموت بكت ابنته، فقال لها “لا تبكي يا بنيه، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة” فما أروعه من جيل، وما أرشده من سبيل، وإنه ترفع أعمال السنة في شهر شعبان، وإذا كان شهر شعبان ترفع فيه أعمال العام فمما لاشك فيه أن يجتهد العبد بأحب الإعمال إلى الله ليرفع عمله وهو عليها.

وفى ذلك يشير النبي صلى الله عليه وسلم ويوجههنا إلى عبادة من أحب العبادات إلى الله تعالى فيقول صلي الله عليه وسلم ” فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لا يفطر ويفطر حتي نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان” رواه البخاري ومسلم، إذ أن الصيام من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، ويشهد لذلك ما جاء عن أبي أمامة رضي الله عنه حيث قال، قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال ” عليك بالصوم فإنه لا عدل له” وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صام يوما في سبيل الله بعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه البخاري.

وفي صيام شعبان معنى آخر، ننوه عنه، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل الإنسان في رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط ،كما أن صيامه بالنسبة لرمضان كالسنة الراتبة القبلية للصلاة, وصيام الست من شوال لرمضان كالراتبة البعدية للصلاة، وإن من اجل الأحداث التي كانت في شهر شعبان هو حدث تحويل القبلة، ذلكم الحدث الجليل، الذي كان فارقا في تاريخ الأمة الإسلامية، والذي يعد من ابرز مظاهر التكريم الإلهي للنبي صلى الله عليه وسلم حيث ألاستجابة لدعائه وتحقيق رغبته وأمله ورجائه، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.

استقبل بيت المقدس في صلاته بأمر من الله تعالى، وظل على هذه القبلة ستة عشرا أو سبعة عشر شهرا، وكان صلى الله عليه وسلم يشتاق إلى أمر الله تعالى بالتوجه إلى البيت الحرام، قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام فكان يرجو الله بقلبه ويدعو بلسان حاله، فاستجاب الله له، وأكرمه بتحقيق ما يرجوه، فقال تعالى كما جاء في سورة البقرة ” قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى