مقال

الدكروري يكتب عن والي اليمن في عهد ابن الزبير

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن والي اليمن في عهد ابن الزبير
بقلم / محمــد الدكــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه لما توفي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة أربع وستين من الهجرة صار الأمر بعده إلى عبد الله بن الزبير فاستولى على الحجاز والعراق واليمن واستخلف على اليمن عددا من الولاة وقد كان من بينهم عبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأقام مدة ثم عزله، ولا جدال أن عبد الله بن عبد الرحمن أحد ولاة اليمن في عهد ابن الزبير، ولكن الخلاف ينصب على سلسلة نسبه فهناك مصادر تحدثت عن ولاة اليمن في عهد عبد الله بن الزبير ذكرت أنه عبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ويروي ابن وهب من طريق عبيد بن يعلى، عن أبي أيوب قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم، فقتلوا صبرا بالنبل.

فبلغ ذلك أبا أيوب فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر، ولو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن، فأعتق أربع رقاب، وعن عوانة بن الحكم أن معاوية استعمل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد على الصائفة ثم قال له ما تصنع بعهدي؟ قال أتخذه إماما لا أعصيه، وقال اردد علي عهدي، علي بسفيان بن عوف فكتب له ثم قال له ما تصنع بعهدي؟ قال أتخذه إماما ما أم الحرم، فإن خالف خالفت، قال سر على بركة الله، فسار فهلك بأرض الروم، وقيل أنه لما ولي العباس بن الوليد حمص قال لأشراف أهل حمص يا أهل حمص، ما لكم لا تذكرون أميرا من أمرائكم مثل ما تذكرون عبد الرحمن بن خالد، فقال بعضهم كان يدني شريفنا ويغفر ذنبنا ويجلس في أفنيتنا ويمشي في أسواقنا.

ويعود مرضانا ويشهد جنائزنا وينصف مظلومنا، ومن الأحاديث التي رواها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وروي عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم في هامته وبين كتفيه، فقالوا أيها الأمير لم تحتجم هذه الحجامة؟ فقال إن رسول الله كان يحتجمها، ويقول “من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء” وفى وفاة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، قال خليفة وأبو عبيد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، أنه مات سنة ست وأربعين، وزاد أبو سليمان، قتله ابن أثال النصراني بالسم بحمص، وذكر ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ عن سبب موته فقال قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عندهم من آثار أبيه ولغنائه في بلاد الروم ولشدة بأسه.

فخافه معاوية وخشي على نفسه منه وأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبد الرحمن من الروم، دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها، فمات بحمص، فوفى له معاوية بما ضمن له، وقيل أنه عندما قدم خالد بن عبد الرحمن بن خالد المدينة فجلس يوما إلى عروة بن الزبير، فقال له عروة ما فعل ابن أثال؟ فقام من عنده وسار إلى حمص فقتل ابن أثال، فحمل إلى معاوية، فحبسه أياما ثم غرمه ديته، ورجع خالد إلى المدينة فأتى عروة، فقال عروة ما فعل ابن أثال؟ فقال قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ يعني قاتل الزبير، فسكت عروة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى