مقال

الدكروري يكتب عن أم جميل زوجة أبي لهب

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أم جميل زوجة أبي لهب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الكثير عن السيدة أم جميل زوجة أبي لهب عم النبي صلي الله عليه وسلم، فعن جندب بن سليمان رضي الله عنه أنه قال اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليله أو ليلتين، فأتت امرأة، وهي أم جميل، فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل كما جاء في سورة الضحي “والضحي والليل إذا سجي، ما ودعك ربك وما قلي” رواه البخارى ومسلم، وكان له ثلاثة أبناء، وهما عتبة بن أبي لهب، ومعتب بن أبي لهب، وعتيبة بن أبي لهب وقد أسلم الأولان يوم فتح مكة، وشهدا حنينا والطائف، وأما عُتيبة فلم يسلم، وكانت أم كلثوم بنت رسول الله عنده، وأختها رُقية عند أخيه عُتبة، فلما نزلت السورة قال أبو لهب لهما رأسي ورأسكما حرام إِن لم تطلقا ابنتي محمد.

فطلقاهما وتزوجهما فيما بعد عثمان بن عفان ولما أراد عُتيبة بالتصغير والخروج إلى الشام مع أبيه قال لآتين محمدا وأوذينه فأتاه فقال يا محمد إِني كافر بالنجم إِذا هوى، وبالذي دنا فتدلى، ثم تفل أمام النبي صلى الله عليه وسلم وطلق ابنته أم كلثوم فغضب ودعا عليه فقال صلى الله عليه وسلم “اللهم سلط عليه كلبا من كلابك” فافترسه الأسد، وكانت هناك معجزة نبوية في مقتل عتيبة بن أبي لهب، فعتيبة مات كافرا، وكان في موته معجزة وعبرة كما حدث مع أبيه، فقد روى أبو نعيم في الدلائل عن عثمان بن عروة بن الزبير رضي الله عنه عن رجال من أهل بيته قالوا “كانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتيبة بن أبي لهب فطلقها، فلما أراد الخروج إلى الشام قال لآتين محمدا فأوذينه في ربه.

قال فأتى فقال يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، ثم تفل في وجهه إلا أن البزاق لم يقع عليه، ثم رد عليه ابنته طلقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم سلط عليه كلبا من كلابك” وقال وأبو طالب حاضر فوجم عنها وقال ما أغناك عن دعوة ابن أخي فرجع، فأخبره بذلك، وخرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم الراهب من الدير، فقال لهم هذه أرض مُسبعة، أى فيها أسود، فقال أبو لهب يا معشر قريش أعينونا هذه الليلة فإني أخاف عليه دعوة محمد، فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتيبة عليها وناموا حوله، فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربه بيديه ضربة فأخذه فخدشه، فقال قتلني، ومات مكانه، ويرى المسلمون بأن سورة المسد هي معجزة بحد ذاتها.

إذ أنها توعدت أبو لهب وزوجته بعذاب نار جهنم خالدين فيها أبدا، فلو أسلم أبو لهب أو ادعى الإسلام لكان نسف مصداقية القرآن من أساسها، فقد نزلت هذه السورة قبل وفاة أبي لهب بعشرة سنوات، وهلك أبو لهب بعد وقعة بدر بسبع ليالي بمرض معد كالطاعون يسمى العدسة وبعد موته نفر عنه ولده وأبناء عشيرته خوفا من عدوى العدسة، وبقي ثلاثة أيام حتى أنتن، فلما خافوا العار حفروا له حفرة ودفعوه إِليها بعود حتى وقع فيها ثم قذفوه بالحجارة حتى واروه، وإن أحداث التاريخ منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الكثير من المواقف والأحداث التي تبين العاقبة السيئة لمن استهزأ بنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما حدث مع أبي لهب وابنه عتيبة، وطريقة وقصة موتهما، وما فيها من معجزة نبوية، وعبرة للمكذبين المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر ماضي إلى قيام الساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى