مقال

المرافق العامه بين تعظيم النفع ومخاطر التعدى “جزء3”

المرافق العامه بين تعظيم النفع ومخاطر التعدى “جزء3”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع المرافق العامه بين تعظيم النفع ومخاطر التعدى، وكما لا يصح للإنسان أن يفرط في صحته ولا يصح له كذلك أن يفرط في صحة مجتمعه، لأن الحفاظ على الصحة العامة من أوجب الواجبات عقلا وشرعا، والتوقي من الأمراض المعدية كفيروس كورونا وغيره خير وسيلة للقضاء عليه، وكما تقول الحكمة المعروفة “درهم وقاية خير من قنطار علاج” وإن من أهم وسائل الوقاية من الأمراض العامة الاهتمام بالنظافة العامة، وغسل اليدين بالصابون باستمرار، فالتعاليم الدينية تحث على غسل اليدين قبل الطعام وبعده، وأن ذلك من المستحبات، ومن الوسائل الوقائية لمواجهة فيروس كورونا وغيره من الفيروسات المهلكة.

 

هو عدم مخالطة المصاب أو المشتبه بإصابته للأصحاء، وعدم حضوره للمجالس العامة حتى لا ينقل المرض إليهم حتى يتعافى تماما ويتأكد من خلوه من المرض، فقد روي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا يُوردن مُمرض على مُصح” ومن أهم النصائح التي يُساهم الالتزام بها في الحفاظ على نظافة المرافق العامة، هو الحفاظ على روتين تنظيف مناسب فالأماكن النظيفة تشجع الناس على الحفاظ على نظافتها، وكذلك وضع صناديق القمامة في أماكن قريبة يسهل الوصول إليها بحيث يتشجع الأفراد على استخدامها لإلقاء النفايات، وكذلك تعزيز الشعور بالمسؤولية بكتابة توجيهات توضح التصرفات المرجوة من الناس.

 

للحفاظ على المرافق العامة، وأيضا مكافأة الأشخاص الملتزمين بالحفاظ على المرافق العامة، وفرض عقوبات حقيقية على المخالفين، وكذلك وضع سياسات واستراتيجيات معينة للحفاظ على المرافق العامة في مختلف الأماكن بحيث يسمح ذلك للأفراد بمعرفة المتوقع منهم دائما باختلاف الظروف والأماكن، وأيضا إنشاء المبادرات لتشجيع أكبر شريحة ممكنة من الأفراد للمشاركة في الحفاظ على نظافة المرافق العامة، وأيضا تشكيل وحدة فعالة تضم جميع المسؤولين أو المنتفعين من الحفاظ على المرافق العامة كي يعملوا معا بشكل أكثر فعالية، وأيضا وضع رؤية طويلة المدى لإدارة المرافق العامة، بحيث تكون قدوة ونموذجا بتنفيذ الإجراءات التي يراد من الناس تطبيقها.

 

لما لذلك من دور فعال في التأثير في سلوكياتهم، ومن أبرز الفوائد التي تعود على المجتمع نتيجة توفر المرافق العامة هو دعم الاقتصاد المحلي، وكذلك جذب الاستثمارات التجارية، وجذب السياح، وأيضا التحفيز على التطوع، والحد من الجريمة من خلال إقامة الحدائق والمنتزهات، والاهتمام بسلامة المشاة وأمنهم، والتشجيع على استخدام وسائل النقل العام، والاهتمام بالصحة بشكل عام وكذلك المحافظة على البيئة، فالمرافق العامة هى كل ما يدار من قبل الدولة من هيئات، ومؤسسات، وغيرها، حيث تعمل هذه الجهات المختلفة على تقديم الخدمات العامة لكافة المواطنين في الدولة، سدا لاحتياجاتهم، وإدارة لشؤونهم، ورعاية لمصالحهم.

 

وبعبارة أخرى يمكن القول أن المرفق العامة هي كل ما ينتفع المواطنون منه بشكل مستمر، وكما يسعى الإنسان بشكل عفوي وتلقائي إلى المحافظة على الأغراض والأماكن التي يمتلكها بشكل شخصي فإن من حق الدولة على كل مواطن الاهتمام بنظافة هذه المرافق والأماكن العامة، والحفاظ عليها، وعدم إلحاق أي أضرار بها، والحرص على أن تبقى خالية من كل ما يشوه مظهرها أو يعرقل سير العمليات فيها، ويدخل تحت إطار الأماكن العامة كل من الشوارع، والأرصفة، والمناظر الطبيعية أيضا، وتخصص الدولة مبالغ طائلة من ميزانيتها العامة لاستثمارها فيما يخدم المواطنين ويحقق رفاههم عن طريق إنشاء الممتلكات العامة والعمل على صيانتها بشكل دوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى