مقال

الدكروري يكتب عن ابن سلول كبير المنافقين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ابن سلول كبير المنافقين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، الكثير عن عبد الله بن أبي بن سلول وهو شخصية معادية للدين الإسلامي مهادنة ظاهريا، وقد لقبه المسلمون بكبير المنافقين، وقيل أنه كان على وشك أن يكون سيد المدينة قبل أن يصلها النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت البداية قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، يوم كانت يثرب تعيش توترا بين الأوس والخزرج، وما إن تهدأ ثائرته قليلا حتى يعود للاشتعال مرة أخرى، وانتهى الصراع على اتفاق بين الفريقين يقضي بنبذ الخلاف وتنصيب ابن سلول حاكما على المدينة، وقد وئدت هذه الفكرة بدخول الإسلام إلى أرض المدينة، واجتماعهم حول راية النبي صلى الله عليه وسلم، فصارت نظرة ابن سلول لهذا الدين تقوم على أساس أنه قد حرمه من الملك والسلطان.

وبذلك يرى البعض ان مصالحه الذاتية وأهواؤه الشخصية وراء امتناعه عن الإخلاص في إسلامه، وقد خاض ابن سلول صراعا علنيا في قليل من الأحيان وسري في أحيان كثيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته في محاولة منه للسيطرة على مقاليد الأمور في المدينة المنوره، وقد أرخّ له المؤرخون المسلمين الكثير من المواقف المعادية للإسلام ومنها، ما فعله فى فى غزوة أحد حيث تمرد عبد الله بن أبي بن سلول، فانسحب بنحو ثلث العسكر، ويقال كانوا ثلاثمائة مقاتل، قائلا ما ندري علام نقتل أنفسنا؟ وحجته في ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ترك رأيه، وأطاع غيره، وأيضا ما فعله فى غزوة المصطلق فكان فى غزوة المصطلق له موقف معادى أيضا للإسلام.

وقد حدثت هذه الغزوة في الثانى شعبان سنة سته من الهجره، وعند منطقة تعرف بماء المريسيع وينقل عنه قوله عندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم، وجيشه من غزوة بني المصطلق “والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” وكان ابن سلول يقصد النبي صلى الله عليه وسلم، ولما علم ابنه عبد الله بما قال ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “يا رسول الله قد علمت المدينة أنه لا يوجد أحد أبر من أبيه مني فإن تريد قتله فأمرني أنا فإني لا أصبر على قاتل أبي” وعندما دخل الجيش المدينة بعد العودة من غزوة بنو المصطلق تقدم عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الجيش ووقف بسيفه على مدخل المدينة والكل مستغرب من عمله حتى إذا قدم أبوه داخلا المدينة أشهر السيف في وجه أبيه.

وقال “والله لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم” وقد قال بن سلول أيضا ” لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ” أي امنعوا الأموال عنه وعن أصحابه، ولا تعطوه زكاة ولا غيرها، فيضطر الناس للانفضاض عنه، وكان الأعراب الذين يأتون للمال لا يأتون، فلما سمع بذلك عمر بن الخطاب، قال دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” دعه، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى