مقال

الدكروري يكتب عن ما ينبغي للصائم فعلة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ما ينبغي للصائم فعلة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن أحكام الصيام وشروطه ومستحباته، فينبغى للصائم الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار، وسائر أنواع القربات في الليل والنار، اغتناما للزمان ورغبة في مضاعفة الحسنات، ومرضاة فاطر الأرض والسموات، الحذر من كل ما ينقص الصوم، ويضعف الأجر، ويغضب الرب عز وجل من سائر المعاصى، كالتهاون بالصلاة والبخل بالزكاة وأكل الربا وأكل أموال اليتامى، وأنواع الظلم وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والغيبة والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، والدعاوى الباطلة، والأيمان الكاذبة، وتبرج النساء، وعدم تسترهن من الرجال، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذه المعاصى محرمة في كل زمان ومكان، ولكنها في رمضان أشد تحريما، وأعظم إثما، لفضل الزمان وحرمته، وإن من أقبح هذه المعاصى وأخطرها على المسلمين ما ابتلى به كثير من الناس من التكاسل عن الصلوات والتهاون بأدائها فى الجماعة في المساجد، ولا شك أن هذا من أقبح خصال أهل النفاق ومن أسباب الزيع والهلاك، فقال النبى صلى الله عليه وسلم “من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر” رواه ابن ماجة وابن حبان والحاكم، وقال له صلى الله عليه وسلم رجل أعمى يا رسول الله إنى بعيد الدار عن المسجد وليس لى قائد يلائمنى، فهل لى من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “هل تسمع النداء للصلاة؟” قال نعم، قال “فأجب”

وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وهو من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة في الجماعة إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، وقال رضي الله عنه لو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ومن أخطر المعاصي اليوم أيضا ما بلي به الكثير من الناس من استماع الأغاني وآلات الطرب وإعلان ذلك في الأسواق وغيرها، ولا ريب أن هذا من أعظم الأسباب فى مرض القلوب وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة وعن استماع القرآن الكريم والانتفاع به، ومن أعظم الأسباب أيضا في عقوبة صاحبه بمرض النفاق والضلال عن الهدى، ولقد فسر أهل العلم لهو الحديث، بأنه الغناء وآلات اللهو، وكل كلام يصد عن الحق.

وقال النبى صلى الله عليه وسلم ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف” رواه البخارى وأبو داود، والحر هو الفرج الحرام والحرير معروف والخمر هو كل مسكر والمعازف هي الغناء وآلات الملاهى كالعود والكمان وسائر آلات الطرب، والمعنى أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون الزنا ولباس الحرير وشرب المسكرات واستعمال الغناء وآلات الملاهى، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من علامات نبوته ودلائل رسالته صلى الله عليه وسلم، وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه” إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى