مقال

الأزمة السودانية والتناحر على المناصب وتداعيتها

جريدة الأضواء

الأزمة السودانية والتناحر على المناصب وتداعيتها

★آلَلَوٌآء.أ.حً. سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ.

※كان رد فعل مصرالقوي و الحاسم. يحتم على قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بإسم حميدتي أن يبدي آسفه و يؤكد أن الجنود المصريين في قاعدة مروي بأمان وقوات الدعم السريع مستعدة للتعاون مع مصر لتسهيل عودتهم.
كما أكد التزام قواته بأمن وسلامة الجنود المصريين، أن القوات المصرية الموجودة في مطار مروي بأمان، وغير محتجزة. وأعرب عن أسفه للفيديو المتداول لجنود مصريين في مطار مروي.
كما أشار إلى أنه يتم التعامل مع الجنود المصريين كأخوة ونعمل على إخلائهم سريعا

※ الجدير بالذكر أن القوة المصرية الصغيرة المتواجده فى قاعدة مروى ليست طرف فى هذا النزاع .
والحقيقة أن قوات الدعم السريع فوجئت بوجودهم.و القوة تصرفت التصرف الطبيعى بعدم التورط فى القتال ولم يجرى أسرها أو إستسلامهاكما أراد البعض تصويرها لأنها ليست طرفا فى المواجهة. ومن الواضح أن بعد التعرف على هويتهم صدرت الأوامر بالتحفظ عليهم فى مكان آمن بعيدا عن المواجهة.

※ الحقيقة وسط هذا الكم الرهيب من الأحداث التى إندلعت فجأة فى السودان وجزء منها ظهرت به مصر بسريتها فى قاعدة مروى والتى حاول البعض لأهداف معروفه تصويرها كقوات إحتلال وزايد البعض الآخر عليها بإدعاء الإستسلام فى حرب هى لم تحاول خوضها لأن لاناقة ولاجمل لها فيها.

※ فقدتفاجأ السودانيون والعالم أجمع، صباح اليوم 15 أبريل 2023، بإندلاع حرب في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش الوطني السوداني، وقوات الدعم السريع، التي أنشأها البشير في أغسطس 2013، للقتال بدلا من الجيش في دارفور بعد قرارات الأمم المتحدة.. تعتمد في تكوينها الأساسي على مليشيات الجنجويد، التى خضعت للمخابرات العامة السودانية، لكن محمد حمدان دقلو «حميدتي» تمكن من الإستئثار بالسلطة فيها بإعتباره القائد الميداني.. تحالف مع البرهان قائد الجيش للإطاحة بنظام حكم عمر البشير عام 2019، ثم تحالف معه عام 2021 ضد التيار المدني و محاولة الأحزاب الإستيلاء على السلطة.. المصالح جمعتهما رغم الإختلافات العميقة، إلى أن طمع حميدتي في أن يتصدر المشهد بسيناريو الإنقلاب الثالث.

※ حميدتي نجح في تثبيت وضعه الدولي إستنادا إلى التحرك في إتجاهات متعددة؛ بحنكة وذكاء فطري، فهو قائد لميليشيات الجنجويد التي قامت بمذابح في دارفور، سيطر على مناجم الذهب السودانية ويقوم بتصديره إلى الإمارات بأسعار تفضيلية ما ضمن له دعمها.. وهو الذي يسير دوريات على الحدود مع ليبيا وتشاد ضمن تنفيذ مبادرة مشتركة بين الدول الأوروبية والسودان لمنع المهاجرين من التوجه إلى أوروبا، ما ضمن له التعاطف الغربي.. وهو من دفع تشكيلات من قواته للحرب مع الجيش الوطني الليبي خلال معركة طرابلس إبريل 2019، ما مكنه من الإقتراب من روسيا وضمان تأييدها له. كمادفع تشكيلات أخرى للمشاركة في حرب اليمن فضمن دعم السعودية. ثم أن رهانه الرئيسي على إثيوبيا، ومدخله لها عدائه لمصر. وقد حقق له نشاطه الخارجي عائدات مالية تقدر بملايين الدولارات، ما سمح له بدعم قدراته التسليحية، وشراء الأنصار في مواقع النفوذ بالدولة.

※ الإختلاف الذي وقع بين القائدين مؤخرا، ونسف إمكانية التعاون بينهما، ودفع بهما لمواجهة ساخنة يتعلق بإختلاف وجهات النظر حول الإتفاق الإطاري، الذي يتعلق بالترتيبات الداخلية اللازمة لإستعادة الحكم المدني و الديمقراطية في البلاد.. فقد نص الإتفاق الإطاري على تبعية قوات الدعم السريع لرئيس الوزراء المدني، على أن يتم دمجها داخل الجيش خلال عشرة سنوات، حميدتي أيد الإتفاق لما يعطيه له من إستقلالية عن قيادة الجيش، لكن ذلك أثار إعتراض البرهان، من منطلق أنه يعني وجود جيشين بقيادتين مختلفتين، أحدهما الجيش الوطني التابع للقائد العام، والآخر قوات الدعم السريع وتتبع رئيس الوزراء المدني، وتمسك البرهان بخضوع القوتين للقائد العام، وأن تتم عمليات الدمج بحد أقصى عامين فقط، لأن تقسيم الجيش على هذا النحو لا يضمن تحقيق أمن البلاد، خاصة بعد إن سقطت دول في الإقليم نتيجة الإنقسام داخل الجيش.

※ الإشكالية بالنسبة لمصر في تقديري هي صعوبة تحديد موقفها بين طرفي المواجهة؛ فإتجاهات البرهان قائد الجيش الوطني نحو مصر تتسم بالإيجابية، خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة التي يتطابق موقفه تجاهها مع رؤية القاهرة، وهو يؤمن بأهميةالعلاقات الإستراتيجية مع الشقيقة الشمالية، لكنه في محاولة لتشكيل ظهير سياسي مدني وشعبي يدعم تطلعاته نحو منصب الرئاسة، إضطر للإستعانة بقيادات مدنية، بينهم عناصر تنتمي لتنظيم الإخوان، بل أنه أعاد بعض المرتبطين بنظام البشير لمناصبهم في الأجهزة الأمنية والسلك الدبلوماسي، وهو ما يدعم محاولات الآخوان العودة للسلطة، من خلال تأسيس «حركة المستقبل للإصلاح»، بعد فشل تجاربهم السابقة للعودة.. ولا شك في ذلك الزحف الإخواني نحو مصدر السلطة في السودان يثير حساسية مصر.

※ أما بالنسبة لموقف القوى الإقليمية فإن إثيوبيا تعتبر صاحبة مصلحة أساسية فيما يحدث من فوضى وإرباك على الساحة السودانية، فهذا التطور بما يؤدى إليه من شلل مؤسسات الدولة السودانية، يستبعد أي محاولة لإستئناف مفاوضات سد النهضة، وبالتالي يخفف الضغوط السياسية التي يمكن أن تتعرض لها أديس أبابا حتى تنتهي من الملئ الرابع الضخم، ويتم إغلاق ملف قضية السد.. وفيما يتعلق بمواقف الدول الغربية مما يحدث في السودان، فإن أمريكا وبريطانيا يخشيان من إحتمال إنشاء قاعدة روسية في أم درمان على البحر الأحمر، وهو أمر أعرب قادة جيش السودان عن إنفتاحهم عليه، ما يجعل إرباك الموقف الداخلي، وتفتيت وحدة الجيش وسيلة لعرقلة ذلك الإجراء، بما يتمشى مع المصالح الغربية.. الصراع الدولي بين موسكو و واشنطن على أشده في الباحة الجنوبية للحرب الأوكرانية، ويتطاير شراراته إلى بلادنا.

※ لكن مستقبل الصراع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟!.. الحقيقة أن الحسابات النظرية تشير إلى قدرة الجيش على حسم المعركة لصالحه إستنادا إلى عدة عوامل:
٭ أن قوة الجيش السوداني تقدر بحوالي «100» ألف جندي، إضافة إلى «50» ألف ضمن قوات الإحتياط، أما قوات الدعم فهي قرابة «100» ألف فقط.
٭ الجيش تتوافر لديه أسلحة حسم، مثل سلاح الطيران، والمدرعات الثقيلة، وهذا لا يتوافر لدى قوات الدعم.
٭ كما أن الجيش يمتلك القرار السيادي، فقد قرر حل قوات الدعم، وأنهى إعارة ضباط الجيش الملحقين بها، وهذين الإجرائين يمكن أن يحدثا إرباكا داخل إدارة القوات، وفقدان الثقة بين عناصرها في قدرتهم على مواجهة جيش الدولة، ناهيك عن إنتشار حالات الهروب من الخدمة، وذلك يضعف موقف قوات الدعم.
٭ لكن هذا لا يمنع من إمتلاك قوات الدعم بعض عناصر القوة:
– فالدعم الخارجي لها لن يتوقف، ومن جهات عديدة.
– والمكونات المدنية من أحزاب ونقابات ستكون أميل للإنحياز إليها، بعد معارضة الجيش للإتفاق الإطاري.
– كما أن مشاركتها في حروب دارفور وليبيا واليمن قد أكسبتها تطعيم ميداني يضيف إلى خبراتها القتالية الكثير.
– هذا فضلا عن الضغوط الدولية المحتملة التي قد تفرض وقف إطلاق النار وتمكن قوة الردع من الحفاظ على مكاسبه التي حققها على الأرض، وبالتالي منع الجيش من تصفية قوة الدعم.

※※ الأحداث في السودان، لكن الهدف مصر. فهو جزء من الصراع الدولي بين روسيا والغرب،وإمتدادا للحرب الدائرة على الساحة الأوكرانية.
فالحدث في السودان لكنه لصيق الصلة بأزمة سد النهضة، التي تعمد أديس أبابا إلى رفع راية النصر فيها بإنتهاء الملئ الرابع في أكتوبر 2023.
قلبي مع وطني، فقد تجمعت عليه الضباع.. أدعوا معي في هذه الأيام المباركة أن يدعمنا الله بقوته، حتى نعبر هذه الأزمات، ويتحقق الرخاء لشعب مصر العظيم.عاشت مصر بلدي حرة أبية عصية على كل غادر وسلمت مصر من كل سوء بفضل أبنائها المخلصين الأوفياء الشرفاء..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى