مقال

طفل يعلمني أداب الجوار و الصلاة و المعروف

طفل يعلمني أداب الجوار و الصلاة و المعروف

طفل يعلمني أداب الجوار و الصلاة و المعروف

مقال  /آلَلَوٌآء.أ. حً. سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ. 

تحرير/ محمود عبده الشريف

ص


ليت في المسجد المجاور لمنزلى وصلّى بجانبي طفلٌ لطيف، بعد التسليمة سَلَّمَ عليّ مبتسمًا و قال «دعوتُ لك». بقيتُ بين إنتفاضة داخلي من وقع الكلمة وبين مبسمه الجذّاب. ثم أخرجني من ذهول الجَمال حينَ أخرج من جيبه حبّة حلوى صغيرة، وأهداني إياها قائلًا بعد سؤالي عن السبب «أمّي رقيّة علّمتني هذا»!!إحتضنته متأثرًا جداً. طفلٌ في مسجد يُصلّي بلا لعب ويُسلّم على من بجانبه و يبتسم و يدعو له في سجوده و يخبره و يُهديه حبّة حلوى!!!!!!!!!!!..

 

※ إنها صناعة القادة.. فلم تنتهِ القصّة هنا.. وضعتُ النيّة أن أبدأ مثله، أدعو لكل من يصلّي على يميني، أسلّم عليه وأحادثه بلُطف، ثمّ أمضي.

اليوم بين يدي دفتر مذكرات كامل، فيه كل ردات الفعل التي واجهتها بعد كل صلاة، كل كلمةٍ سمعتها من قلبِ من صلى على يميني، كل لحظة إستشعرت أن صغائر الأمور تبني عظائم الأجور.

 

※ أول أمس بعد العشاء.. أُسلّم على شابٍّ أسمر الوجه أبيض القلب، قادم من الأرياف. عربيّته ثقيلة بعكس قلبه الرقيق، طبّقت الأمر معه، أخبرته أنّي دعوت له، إبتسم جدًّا ثم ربّت على كتفي يشكرني ثم صمت على حين غرة ثم بكى بهدوء وقال« الحمد لله أنّ الدعاء حديث الصامتين وهديةالمتحابين، وإنّي أحبك في الله».. شد في سلامه على يدي وذهب. وقتها أيقنت أن الله يُيسر قلوبًا تحن لقلوب تئن، حتّى تبني دواخلها بالدعاء، قُرب خفي وحُبّ رَضِيّ، وسلامُ القلب أرجى منَ يدٍ فارغة.

 

※ ‏دخلت مستشفى لأزور قريباً لي وفِي نفس المشوار قرعت غرفة مريض لا أعرفه..سألته ما أدخلك قال« قطعت رجلي من أثار مرض السكر.». سلمت عليه وصافحته بقوة وبوجه طلق وقلت له« لعلها سبقتك إلى الجنة».. كيفك الآن؟ ‏قال «ممتاز،». وجلست بجواره

‏معي مسبحة أهديته إياها وجلست أدردش معه ‏وأخرجته إلى عالم الحياة

‏قال… «هل تعرفني»؟.

قلت…«‏الله وعدنا أن من زار مريضاً فله خريف من الجنة ويستغفر له سبعون ألف ملك. فأتيت إليك حاثاً الخطى».

‏وعندما كنت أودعه.

‏قال لي«أهلي لم يزورني أحد منهم والوحيد الذي زارني أنت».

‏ودعته بحرارة ودموع الفرح تنحدر على وجنتيه….

‏أدركتُ وقتها قول الله عز وجل﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾…

‏‏

※※ ‏علمني طفل كيف أمنح الحياة لذرات تائهة في الكون. ‏وكله في صحيفة أمه« رقية» التى علمته وعلمتني معه وعلمت غيري… ‏لا تحقرن من المعروف شيئا ولا أن تلقى أخاك بوجه طلق.

يا رب سخر لنا عبادك الصالحين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى