غير مصنف

الدكروري يكتب عن رسول الله يعتق يسار في بطن الوادي

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن غزوة قرقرة الكدرـ وقيل أنه قد سار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، هو وأصحابة الكرام، الى أن بلغ قرقرة الكدر فلم يرفيها أحدا فبعث بعضا من أصحابه الى أعالى الوادى وسار هو فى بطن الوادى وأقام صلى الله عليه وسلم، بها ثلاثا وقيل عشرا فلم يلق كيدا فلقى رعاة الابل فيهم غلام اسمه يسار فسألهم عن بنى سليم وغطفان قالوا لا ندرى فساقوا الابل مع الرعاة الى المدينة فلما بلغ صرارا وهو موضع بينه وبين المدينة ثلاثة أميال وقيل أن صرار هو ماء قرب المدينة محتفر جاهلى، وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم باخراج الخمس وقسم الباقى على أصحاب الغزوة فأصاب كل واحد بعيران وكان جملة الابل خمسمائة ووقع يسار فى سهم النبى صلى الله عليه وسلم.

فأعتقه حين رآه يصلى وكانت مدة غيبته فى تلك الغزوة خمس عشرة ليلة، وقد عاد ومعه النعم والرعاء، وكان قدومه في عشر ليال مضين من شوال، وبعد قدومه أرسل غالب بن عبدالله الليثي في سرية إلى بني سليم وغطفان، فقتلوا فيهم وغنموا النعم، واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر وعادوا منتصف شوال، وغالب بن عبد الله الليثي هو صحابي جليل, واسمه غالب بن عبد الله الكناني الليثي، ويقال الكلبي, وقد أرسله الرسول ليسهل له الطريق يوم فتح مكة, وكما أرسله الرسول في سرية غالب بن عبد الله الليثي وسرية غالب بن عبد الله الليثي الكديد، وسرية غالب بن عبد الله الليثي مصاب، وهو الذي قتل هرمز ملك الباب في بلاد فارس، وقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن جندب بن مكيث الجهني قال.

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، غالب بن عبد الله الكلبي، كلب ليث أي أن كلب بطن من ليث إلى بني ملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم فخرج فكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا به الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي فأخذناه فقال، إنما جئت لأسلم فقال غالب بن عبد الله، إن كنت إنما جئت مسلما فلن يضرك رباط يوم وليلة وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك قال، فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا أسود كان معنا فقال، امكث معه حتى نمر عليك فإن نازعك فاجتز رأسه، وقال ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلنا عشيشية بعد العصر فبعثني أصحابي في ربيئة فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك المغرب فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته.

والله إني لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك قال، فنظرت، فقالت لا والله ما أفقد شيئا فقال فناوليني قوسي وسهمين من كنانتي، قال فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي، قال فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته فوضعته ولم أتحرك فقال لامرأته، والله لقد خالطه سهماي ولو كان دابة لتحرك فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا تمضغهما علي الكلاب، وقال وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وعطنوا أو سكنوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا منهم واستقنا النعم فتوجهنا قافلين وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثا وخرجنا سراعا.

حتى نمر بالحارث ابن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبينهم بعثه الله تعالى من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا حالا فجاء بما لا يقدر أحد أن يقوم عليه فلقد رأيناهم وقوفا ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يتقدم ونحن نحوزها سراعا حتى أسندناها في المشلل، ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى