خواطر وأشعار

أنا وليلى

جريدة الأضواء

قراءة / وليد جاسم القيسي

——————————-

استهل الشاعر قصيدته متأوهاً ليفصح عن ملحمة شعرية تراجيدية ..

القاها في حفلة خطوبة حبيبته المتمردة النرجسية..

عصفت بجذوة عزوف احادية ..قوله..

ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي

واستسلمت لرياح اليأس راياتي

جفت على بابك الموصود ازمنتي

ليلى ما اثمرت شيئاً نداءاتي

الشاعر شبه نفسه بالعابد المصلي في محراب عينيها متضرعاً لها- بعد الله- عامين من عمره

ذهبت ابتهالاته سدى واستسلمت لرياح اليأس راياته ..

انتكست بمرارة هزيمة لا عودة فيها..

جفت مشاعره مثلما يجف النهر عن جريانه.

وانتهى دوره امام بابها الموصود واصبح مجرد انسان مدحور…

ما اروع القصيدة حينما تنبع من قلب عاشق

صادق مغدور ؟

استحوذ الغريب مكانه لحالة فقر سببت النفور والفتور .

قصيدة جلجلت مفرداتها خلجات القلوب.

جسدت ابياتها انين الخطوب .

همست قافيتها غصات الكروب .

واه واه !!!!

– من علاقة اجهضت بعنفوان من تهوى المظاهر .

– ومن زمالة جامعية تفتقر مسك المشاعر .

– ومن قصة انتهت بقصيدة اطلق عليها معلقة العصر الحاضر .

سردت نكول التي جن بها الشاعر ذو الحظ العاثر .

يردد ويقول:-

ممزق انا لا جاه ولا ترف

يغريك فيّ فخليني لآهاتي

لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي

لكن عسر الحال فقر الحال مأساتي

آه آه !!!

– من معاناة بددت احلام الغسق مثلما تبدد هفيف الرياح غيوم خط الشفق!

– ومن ينحب آلام الوحدة في مأتم بلا افق!

– ومن حسرات الفراق التي رشف بها الدمع شراباً! واستنشق الحزن نسيماً وسال الالم

نزيفاً .. قوله..

عانيت عانيت لا حزن ابوح به

ولست تدرين شيئاً عن معاناتي

معذورة انت ان اجهضت لي املي

لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي .

وهلة توقف الشاعر عن الالقاء متنهداً

ثم عاد ليكمل متهدجاً…

عن موقف لا يود ان يبوح بحزنه

وفضح المزيد من ذم نفسه بالحماقة التي قتلت آماله لدرجة القناعة ان لا امل بعودتها

وان الحياة اصبحت لا لون ولا معنى بدونها

رغم ذلك عاد دون جدوى ليبحث عن ذاته

في عينها .

ومن شدة الالم وصف نفسه بالمهاجر

وغريمه بالمستعمر

والغرماء بالغرباء

الذين استوطنوا وطنه وعبثوا فيه بأساليب

( الزيف- الكذب- الاغراء – الغش-البهرج

الخداع ) قوله-

اضعت في عرض الصحراء قافلتي

وجئت ابحث في عينيك عن ذاتي

غرست كفيك تجتثين اوردتي

وتسحقين بلا رفق مسراتي

نفيت واستوطن الاغراب في بلدي

ودمروا كل اشيائي الحبيباتي.

يواصل الشاعر التنهد بأسلوب الحزن

ومشاعر الاسى ورزايا الزمن

يندب عسر الحال والجاه والمال

ومعاناته من براثن الاحتلال

ومن زيف الحبيب وغدر الغريب

وشماتة العذال..

وكل غادر رمى المتيم في غياهب الاهوال

وكل من سعى المباهاة بالتسمية واللقب والمنصب دون الافعال .

الشاعر استخدم تعبير العاطفة المثالية

لتجميل معاناته التي هي اقرب للخيال.

تارة يصف نفسه بالجاني لانه احب من وصفت بالنرجسية .

وتارة اخرى يصفها بالمجني عليه لانه خدع

بمن تهوى المغريات المبهرجة الغوغائية.

الخداعة بالمرئيات التي تعمي البصيرة

عن اسرار الحياة في ليلة حجبت الغيوم

نجومها وخامرت الليل سكينتها.

– الشاعر في ظل الامواج المتلاطمة( الرياح-

الاعصار – التيار) اختار ( المحراب-

الجاه – اجتثاث – البهرج) مفردات متواضعة

لكنها قاطعة لعلاقة اجهضت بسهولة امام تحديات ظواهر الغدر ومغريات مظاهر العصر .

– وان يهجر ( على مضض) الوهم ويفضل اليقظة عن الحلم ويرسم بداية لنهاية الاهات

قوله—

من لي يحذف اسمك الشفاف من لغتي

اذن ستمسي بلا ليلى يا ليلى حكاياتي .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى