غير مصنف

 تذمر اليمنية بالشام والعراق علي الوليد

جريدة الأضواء

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، وقيل أن الأمراء الأمويون الكبار لم ينجحوا في إزالة أسباب الفرقة واستئصال جذور الفتنة التي حدثت في عهد الوليد بن يزيد لعوامل مختلفة منها ما يعود إلى بُعد بعضهم، وتستر العباس بن الوليد بن عبد الملك على أخيه يزيد، ومنها ما يُرد إلى خبث يزيد ودهائه ومراوغته ومخادعته لأخيه العباس كلما نهره وردعه، ومضيه في العمل والتخطيط واستقطاب الأنصار سر، ومنها استبداد الوليد بن يزيد برأيه، وكما تذمر اليمنية بالشام والعراق، وكانوا قد بدأوا يضجون بالشكوى من بني أمية، ويتضجرون منهم في نهاية القرن الأول، وكان ذلك بعد محق عبد الملك بن مروان لعبد الرحمن بن الأشعث الكندي.

ومن التفوا حوله من اليمنية وغيرهم، ثم حنقهم على بني أمية في بداية القرن الثاني عندما نكب يزيد بن عبد الملك المهالبة وكاد يفنيهم، وتنامى حقد اليمنية في أواخر أيام هشام حين أقصى خالدا عن العراق، وتصدى الوليد بن يزيد لخالد بن عبد الله القسري، لأنه قاوم رغباته السياسية فسجنه وأذن في ضربه، وكان قتل يوسف بن عمر الثقفي لخالد خاتمة النكبات التي حاقت باليمنية، وبعثتهم على التدبير المتقَن لخلع الوليد واغتياله، ثأرا لدماء زعمائهم المراقة، وكرامتهم المهدرة وسلطتهم الضائعة، وقضاء على نفوذ المضرية من قيس وتميم الذين أيدوا بني أمية ومكنوهم من اليمنية، ولبلوغ ذلك لجأ اليمنية في الشام إلى وسيلتين، وكانت الوسيلة الأولى، وهى إعلامية دعائية تحريضية.

وقصدوا منها استفزاز أبناء عشائرهم، وإذكاء حميتهم وأنفتهم بإثارة العصبية القبلية بينهم وبين القيسية، فوضعوا على لسان الوليد بن يزيد قصيدة طويلة في تقريع اليمنية وذمهم، والتشفي باندحارهم وتقلص سلطانهم، وفي تمجيد القيسية والافتخار بجبروتهم وعظمتهم وسحقهم لليمنية، وأما الوسيلة الثانية التي لجأ إليها اليمنيون فهي التخطيط السري المنظم للثورة على الوليد، فجعلوا يبحثون عن زعيم يثقون به، ويشاركهم آلامهم وآمالهم، فوجدوا بغيتهم في يزيد بن الوليد بن عبد الملك الزعيم المنشود، إذ كان حانقا على الوليد مثلهم، وكان يبحث عن أنصار مخلصين له، فوجد كل منهما بغيته في الآخر، وزاد من اطمئنان اليمنية إليه وإقبالهم عليه، وذلك لأنه كان مصهرا إليهم.

فقد كان متزوجا امرأة منهم اسمها هند بنت زبان الكلبي، فأتاه رؤساء اليمنية وفاوضوه في خلع الوليد والمبايعة له بالخلافة، ممن انضم إلى حركة يزيد بن الوليد القدرية، وكان يزيد فيما ذكر بعض المؤرخين،أنه يدين بمذهب القدرية، ويعتبره المعتزلة أفضل من عمر بن عبد العزيز لاشتراكهم في المذهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى