غير مصنف

 فضائل ابن عياض الخرساني

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام الفضيل بن عياض، ويقول إبراهيم بن الأشعث ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل كان إذا ذكر الله، أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من يحضره وكان دائم الحزن شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله وأخذه وعطائه ومنعه وبذله، وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره، كنا إذا خرجنا معه في جنازة، لا يزال يعظ ويذكر ويبكي كأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر، فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن والبكاء، حتى يقوم وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها، وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه سمعت الفضيل يقول لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق.

وطلب الحلال، فقال ابنه علي يا أبة إن الحلال عزيز، قال يا بني وإن قليله عند الله كثير، وقال سري بن المغلس سمعت الفضيل يقول من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد، وقال فيض بن إسحاق سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبد الله بن مالك يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه ؟ قال أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد ؟ قال لا، قال فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد ؟ قال لا، قال هو الخلاص إن أردت الخلاص، وقال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة، من عمل، بما علم استغنى عما لا يعلم ومن عمل بما علم وفقه الله لما لا يعلم، ومن ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته.

وسمعته يقول أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته وأعلم الناس بالله أخوفهم منه لن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه، وقال محمد بن عبدويه سمعت الفضيل يقول ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنهما، قال سلم بن عبد الله الخراساني سمعت الفضيل يقول إنما أمس مثل واليوم عمل، وغدا أمل، وقال فيض بن إسحاق، قال الفضيل والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق، فكيف تؤذي مسلما، وعن فضيل لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه، وعنه بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى