مقال

الدكروري يكتب عن قصة ابن سلام مع رسول الله

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الصحابة والتابعين رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، ومنهم الصحابى الجليل عبد الله بن سلام، والذي كان ممن أسلم مبكرا، فقد بدأت قصته مع قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، فلما سمع بقدوم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وعرف أن الناس قد تجمعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه، فلما نظر إليه عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعه عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ” فدنوت منه وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.

 

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “ما اسمك؟” فقلت الحصين بن سلام، فقال ” بل عبد الله بن سلام” قلت نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أحب أن لي اسما آخر بعد اليوم، وعن عامر بن سعد، عن أبيه، قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لأحد إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت الآيه “وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله” من سورة الأحقاف، وعن مصعب بن سعد، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة” فجاء ابن سلام، وعبد الله بن سلام هو ممن يؤتون أجورهم مرتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه.

 

ورجل كانت عنده أمة أي جارية يطؤها، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران” ولقد كان من مناقبه أنه نصر عثمان بن عفان رضى الله عنه، يوم الدار، وقد لزم عبد الله بن سلام المدينة المنورة، يعظ ويفتي ويشرح أمور الدين حتى تقدم به العمر، وتوفي سنة ثلاثة وأربعين من الهجرة، وقد قارب السبعين من عمره، ودفن في المدينة المنورة، ويقال أنه دفن في غوطة دمشق الشرقية ببلدة تدعى سقبا وبني عند قبره مسجد يحمل اسمه، وكان عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، كان الأنصار يتطلعون إلى استضافته صلى الله عليه وسلم، وكلما مر على أحدهم دعاه للنزول عنده، فكان صلى الله عليه وسلم، يقول لهم دعوا الناقة فإنها مأمورة.

 

فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، في مكان المسجد النبوي الشريف الذي هو فيه الآن ثم أخذت الوفود تتوافد، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في دار أبي أيوب الأنصارى، وقد تنادى الناس فيما بينهم، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، فجاء عبد الله بن سلام مع الناس، ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة انجفل أى أسرع الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأملت وجهه، واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” رواه الترمذي وقد قال السندي قى قول عبد الله بن سلام.

 

” عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ” وذلك لما لاح عليه من سواطع أنوار النبوة، وإذا كان أهل الصلاح والصلاة في الليل يُعرفون بوجوههم، فكيف هو وهو سيدهم وخيرهم صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى