غير مصنف

ابن رواحة مع أبي الدرداء

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، وقد كان لعبد الله بن رواحة، أثر واضح في الآخرين فعن أنس ين مالك رضى الله عنه قال كان عبد الله بن رواحة، إذا لقي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” تعالى نؤمن بربنا ساعة ” فقال ذات يوم لرجل، فغضب الرجل، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يرحم الله ابن رواحة، إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة ” ولقد كان له الأثر الواضح في إسلام أبي الدرداء رضى الله عنه، إذ كان أخا لأبي الدرداء في الجاهلية، وكان أبو الدرداء متعلقا بصنم له.

وكان عبد الله بن رواحة يدعوه إلى الإسلام، فيأبى، فجاءه عبد الله بن رواحة ذات يوم، ولم يكن أبو الدرداء بالبيت، فأخذ قَدُوما فجعل يضرب صنم أبي الدرداء وهو يرتجز ويقول له ” ألا كل ما يُدعى مع الله باطل” وجاء أبو الدرداء فأخبرته امرأته بما صنع عبد الله بن رواحة، ففكَر في نفسه، فقال “لو كان عند هذا خير لدفع عن نفسه” فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، صومعة عبد الله بن رواحة، فأسلم، وفى النهايه الحقيقيه لكل إنسان هى الموت، وقد استشهد عبد الله بن رواحه رضى الله عنه، في غزوة مُؤتة، وكان أحد قوادها، ودُفن في بلدة مؤتة إلى الجنوب من مدينة الكرك، وذلك في العام الثامن للهجرة، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وبلال بن رباح.

وقد روى عنه أنس بن مالك وابن أخته النعمان بن بشير، وعبد الله بن عباس وأسامة بن زيد، وأبو هريرة، رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وهكذا فإن الجهاد في سبيل الله تعالى من أفضل ما تقرب به المتقربون الى الله عز وجل، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه سبحانه وتعالى، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى