مقال

دس السم في العسل

كتب :اشرف محمد جمعه
مجتمعنا اسلامي شرقي له ملامح عتيقه وقديمة، لكنها تتعرض من وقت لأخر الى هجمات فكريه خبيثة، في صوره غير مباشره ، وهذه النوعية من الرسائل عاده ما تكون مغلفه بغلاف انيق وجذاب.

وكما يقولون دس السم في العسل، كأن نجد في بعض الروايات او الاعمال الفنية، تمتلئ بالترويج لبعض الافكار التي لا تتناسب مع العقلية الشرقية.

فنجد في الافلام القديمة فيلم نهر الحب لعمر الشريف وفاتن حمامه تتركز الفكره الرئيسية، عن زوجه خائنه لشخصيه وقوره ومحترمه، وهذه الزوجة تذهب الى عشيقها وتترك زوجها وابنها .

وهنا دور الحرفية في صناعه السينما، فتجعل المشاهد يتعاطف مع الخائنة والعشيق ،الذي يقلب حياه تلك الأسرة راسا على عقب ،كذلك فيلم خلي بالك من زوزو ابنة راقصه تظهر على انها طالبه مثاليه.

وانها على علاقه بأحد ابناء الطبقة الأرستقراطية، وانه يجب على المجتمع ان يبارك هذه العلاقة، على الرغم من عدم التكافؤ ،وان من يرفض هذا الخلل فهو متزمت ورجعي.

كذلك نموذج اخر لفيلم عالمي تايتنك بطل القصة شاب محتال ومقامر وفاسد في الحياه، وهنا دور الصنعة السينمائية التي تجعل المشاهد يتعاطف مع البطل حتى النهاية، حتى ان الالاف ماتوا في الفيلم نجد ان المتابع لم يهتم الا بموت البطل المنحرف.

وعلى النقيض من هذا تماما نجد انه عند طرح شخصيه الملتحي والمحجبة فحدث ولا حرج ، فالملتحي دائما في اعمالهم ارهابي ثقيل الدم مكروه من المحيطين به( محبكها حبتين).

والمحجبة ان التزامها وعدم تحدثها مع زملائها الرجال بشكل سافر تخلف، وهنا يتدخل دور الصنعة في اظهارها على انها مشوشه فكريا ومكروهة، ويأتي هذا كله في اطار دس السم في العسل.

وافساد المجتمع واظهار ان الانحلال والتفكك هو الطبيعي، وان الفساد هو الاساس، وعلى الانسان ان يفعل ما يريد وما يحلو له في اي وقت، وان الزواج الشرعي مثلا مسؤوليه كبيره لا داعي للتعجل اليها.

انهم كذلك يريدون البشر كالبهائم بلا ضابط ولا رابط ، فعندما يصل معك لإقناعك بالتعاطف مع اللص لانه سرق مضطر وظروفه صعبه، او لإنسانه ملتزمة محجبة في النهاية تتخلى عن حجابها.

لأنها كانت تعاني واستعادة عافيتها وعادت للحياة الطبيعية وتأييد الخيانة وتدمير اسرتها باسم الحب، وهكذا مسلسلات وبرامج نجد الاب والام واقفان خلف الستار وابنتهم تقف امام جمهور ترقص وتغني عن الحب وغيره.

نجد الدموع تنساب من عيني الاب وهو يبتهل الى الله ان تفوز ابنتهم، وتظل هذه الدائرة الجهنمية تحاصرنا لتنفيذ المخططات الماسونية، للقضاء على ما تبقى بيننا من التزام بقواعد الدين والاعراف المجتمعية التي تربينا عليها.

ومحو القاعدة الذهبية هذا حرام وهذا حلال وعيب وما يصحش، وفرض الانحلال والتسيب في ابنائنا ، واقول هذا مع اعترافي بالتقصير ، في العلاقة بيننا وبين خالقنا ولكن اذا لم نسترد بوصله الطريق الصحيح فليرحمنا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى