غير مصنف

الفقيه المالكي أبو محمد الفهري

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن شيخ أهل مصر ابن وهب هو أبو محمد الفهري مولاهم عبد الله بن وهب بن مسلم الفقيه المالكي من العهد العباسي، وهو عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم المصري، وكانت كنيته أبو محمد، وكان من مناقبه طلب العلم وله سبع عشرة سنة، وقد روى عن الإمام مالك كثيرا، وروى عن ابن لهيعة وروايته عنه مستقيمة، وقد لقي بعض صغار التابعين، قال عنه الذهبي وكان من أوعية العلم ومن كنوز العمل، وكان يسكن مصر وهو المولود في الفسطاط سنة مائة وخمس وعشرون من الهجرة وكذلك أرخه ابن يونس، وقال قيل كان ولاؤه للأنصار، وطلب العلم وله سبع عشرة سنة، وقد لزم الإمام مالك أكثر من عشرين سنة، وقضى حياته في طلب العلم.

وقد لقبه الإمام سفيان بن عيينة بشيخ أهل مصر، وسمع ابن وهب من شيوخ مصر والحجاز والعراق، وقيل إن شيوخه الذين أخذ عنهم يزيدون عن أربعمائة، إلا أنه أطال الجلوس عند الإمام مالك، حيث تعلم على يديه حتى صار عالما، وكان يحبه الإمام مالك ويقدّره حتى قيل إنه ما نجا أحد من زجر الإمام مالك إلا ابن وهب، وقد كان يلقبه بالفقيه، وكان يسمح له بالكتابة عنه ثم لا يجد مانعا لمراجعة ما كتبه عليه، وكان ابن وهب أحد ناشري المذهب المالكي في مصر لأن الناس الأكثر منهم كانوا لا يستطيعون السفر إلى المدينة المنورة فكانوا يذهبون إلى ابن وهب يتعلمون منه الفقه المالكي، وقد عُرف ابن وهب بكثرة رواية الأحاديث، وعندما كان الناس يختلفون في شيء على الإمام مالك.

كانوا ينتظرون قدوم ابن وهب من مصر ليسألوه، وقد رفض أن يتولى القضاء في مصر عندما كتب إليه الخليفة بذلك، فحجب نفسه ولزم بيته، فرآه رشدين بن سعد، وهو يتوضأ في صحن بيته فقال له ألا تخرج إلى الناس فتقضي بينهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فرفع ابن وهب رأسه إليه وقال له إلى هنا انتهى عقلك؟ أما علمت أن العلماء يُحشرون مع الأنبياء والقضاة يُحشرون مع السلاطين؟ وابن وهب قد لقي بعض صغار التابعين وكان من أوعية العلم ومن كنوز العمل، وذكر ابن عبد البر في كتاب “العلم” له قال ابن وهب كان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم، فولع بي الشيطان في ذكر نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام كيف خلقه الله تعالى ؟ ونحو هذا.

فشكوت ذلك إلى شيخ فقال لي ابن وهب، قلت نعم، قال اطلب العلم، فكان سبب طلبي العلم، قلت مع أنه طلب العلم في الحداثة، نعم، وحدث عنه خلق كثير، وانتشر علمه، وبعد صيته، وقال حجاج بن رشدين سمعت عبد الله بن وهب يتذمر ويصيح، فأشرفت عليه من غرفتي فقلت ما شأنك يا أبا محمد ؟ قال يا أبا الحسن بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء، أحشر في زمرة القضاة، قال فتغيب في يومه، فطلبوه، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة، قلت هكذا والله كان العلماء وهذا هو ثمرة العلم النافع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى