مقال

الدكروري يكتب عن الفضيل وكبار الأولياء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الفضيل وكبار الأولياء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام علي بن الفضيل بن عياض وروي عن الفضيل أنه قال اللهم إني اجتهدت أن أؤدب عليا، فلم أقدر على تأديبه، فأدبه أنت لي، وكان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ القارعة ولا تقرأ عليه، وكان علي بن الفضيل عند سفيان بن عيينة فحدث بحديث فيه ذكر النار فشهق علي شهقة ووقع فالتفت سفيان فقال لو علمت أنك هاهنا ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد ما شاء الله وبه، قال الفضيل لابنه لو أعنتنا على دهرنا فأخذ قفة ومضى إلى السوق ليحمل فأتاني رجل فأعلمني فمضيت فرددته وقلت يا بني لست أريد هذا أو لم أرد هذا كله، وعن فضيل، أنهم اشتروا شعيرا بدينار، وكان الغلاء، فقالت أم علي للفضيل قورته لكل إنسان قرصين فكان علي يأخذ واحدا ويتصدق بالآخر.

 

حتى كاد أن يصيبه الخواء، وبه أن عليا كان يحمل على أباعر لأبيه، فنقص الطعام الذي حمله فحبس عنه الكراء فأتى الفضيل إليهم، فقال أتفعلون هذا بعلي فقد كانت لنا شاة بالكوفة أكلت شيئا يسيرا من علف أمير، فما شرب لها لبنا بعد، قالوا لم نعلم يا أبا علي أنه ابنك، وعن الفضيل قال أهدى لنا ابن المبارك شاة فكان ابني لا يشرب منها، فقلت له في ذلك فقال إنها قد رعت بالعراق، وقيل أن الآية التي مات فيها علي بن الفضيل هي في سورة الأنعام وهي قوله تعالي ” ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد” مع هذا الموضع مات، وروى عن عبد العزيز بن أبي رواد وعباد بن منصور وجماعة حدث عنه سفيان بن عيينة وأبوه وموسى بن أعين، وقال أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي فرأيته.

 

وله حديث في سنن النسائي رواه لنا أحمد بن سلامة، وعن علي بن فضيل عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال رأى رجل من الأنصار فيما يرى النائم أنه قيل له بأي شيء يأمركم نبيكم صلي الله عليه وسلم قال أمرنا أن نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فذلك مئة قال فسبحوا خمسا وعشرين وأحمدوا خمسا وعشرين وكبروا خمسا وعشرين وهللوا خمسا وعشرين فتلك مائة فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال “افعلوا كما قال الأنصاري” وقيل هو حديث غريب من الأفراد أخرجه النسائي، عن أبي زرعة عن أحمد فوافقناه في شيخ شيخه وعلي صدوق، قد قال فيه النسائي ثقة مأمون قلت خرج هو وأبوه من الضعف الغالب على الزهاد والصوفية.

 

وعدا في الثقات إجماعا، وكان علي بن الفضيل قانتا لله خاشعا وجلا ربانيا كبير الشأن وقال الخطيب مات قبل أبيه بمدة وكان السبب هو من آية سمعها تقرأ فغشي عليه وتوفي في الحال، وعن أبو بكر بن عياش قال صليت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ ” ألهاكم التكاثر ” فلما قال ” لترون الجحيم ” سقط علي، على وجهه مغشيا عليه وبقي فضيل عند الآية فقلت في نفسي ويحك أما عندك من الخوف ما عند الفضيل وعلي فلم أزل أنتظر عليا فما أفاق إلى ثلث من الليل بقي رواها ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عفان وزاد وبقي فضيل لايجاوز الآية ثم صلى بنا صلاة خائف وقال فما أفاق إلى نصف من الليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى