مقال

الدكروري يكتب عن رفاعة بن شداد في الكوفة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رفاعة بن شداد في الكوفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي أنه لما بلغ رفاعة بن شداد الكوفة كان المختار الثقفي محبوسا، فأرسل إليه، أما بعد فمرحبا بالعصبة الذين عظم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا، أما ورب البيت ما خطا خاط منكم خطوة ولا ربا ربوة إلا كان ثواب الله له أعظم من الدنيا، وإن سليمان بن صرد قد قضى ما عليه وتوفاه الله وجعل وجهه مع أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ولم يكن بصاحبكم الذي به تنصرون، إني أنا الأمير المأمور، والأمين المأمون، وقاتل الجبارين، والمنتقم من أعداء الدين، المقيد من الأوتار، فأعدوا واستعدوا وأبشروا، أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه، والطلب بدم أهل البيت، والدفع عن الضعفاء، وجهاد المحلين، والسلام، ولما سمع عبد الملك بن مروان بقتل سليمان وانهزام أصحابه.

صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال، أما بعد فإن الله قد أهلك من رءوس أهل العراق ملقح فتنة ورأس ضلالة سليمان بن صرد، ألا وإن السيوف تركن رأس المسيب خذاريف، وقد قتل الله، منهم رأسين عظيمين ضالين مضلين، عبد الله بن سعد الأزدي، وعبد الله بن وال البكري، ولم يبق بعدهم من عنده امتناع، وفي هذا نظر، فإن أباه كان حيا، قال أعشى همدان في ذلك، وقيل بعث المختار بأبي القلوص ومعه جماعة من شبام، فدخلوا الجبانة، وهم ينادون يا لثأرات الحسين ونادى أيضا أصحاب ابن شميط وابن كامل يا لثأرات الحسين وحملوا فلم يلبثوا أن هزموا من بجبانة السبيع فلما هزمت مضر واليمن تفرقت ربيعة، وكل من اعتزى إلى اليمن ومضر، ويقال بل أتى أولئك أصحاب المختار.

فقاتلوهم أيضا قتالا خفيفا حتى تفرقوا، وقال قوم بل قاتل يومئذ بجبانة السبيع رفاعة بن شداد البجلي مع المختار، وهو يقول أنا ابن شداد على دين علي، لست لعثمان بن أروى بولي، لأصلين اليوم فيمن يصطلي، بحر نار الحرب غير ملتوي، وقال آخرون أنه قاتل يومئذ مع أهل الكوفة فقتل، ويقال إنه بقي بعد المختار وقال رفاعة بن شداد كنت أقوم على رأس المختار، فلما عرفت كذابته هممت وأيم الله أن أضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من أمن رجلا على نفسه فقتله أعطي لواء غدر يوم القيامة ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى