القصة والأدب

الدكروري يكتب عن حجة الإسلام الطوسي النيسابوري

الدكروري يكتب عن حجة الإسلام الطوسي النيسابوري

الدكروري يكتب عن حجة الإسلام الطوسي النيسابوري

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام العالم أبو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري الشافعي الأشعري، وولد الغزالي عام ربعمائة وخمسون من الهجرة، الموافق ألف وثماني وخمسين ميلادي، في الطابران من قصبة طوس، وهي أحد قسمي طوس، وقيل بأنه وُلد عام ربعمائة وواحد وخمسين للهجرة، الموافق ألف وتسع وخمسين ميلادي، وقد كانت أسرته فقيرة الحال، إذ كان أباه يعمل في غزل الصوف وبيعه في طوس، ولم يكن له أبناء غير أبي حامد، وأخيه أحمد والذي كان يصغره في السن وكان أبوه مائلا للصوفية، لا يأكل إلا من كسب يده، وكان يحضر مجالس الفقهاء ويجالسهم، ويقوم على خدمتهم، وينفق بما أمكنه إنفاقه، وكان كثيرا يدعو الله أن يرزقه ابنا ويجعله فقيها.

 

فكان ابنه أبو حامد، وكان ابنه أحمد واعظا مؤثرا في الناس، ولما قربت وفاة أبيهما، وصّى بهما إلى صديق له متصوف، وقال له إِن لي لتأسفا عظيما على تعلم الخط وأشتهي استدارك ما فاتني في ولدي هذين فعلمهما ولا عليك أن تنفذ في ذلك جميع ما أخلفه لهما، فلما مات أقبل الصوفي على تعليمهما حتى نفد ما خلفهما لهما أبوهما من الأموال، ولم يستطع الصوفي الإنفاق عليهما، عند ذلك قال لهما اعلما أني قد أنفقت عليكما ما كان لكما، وأنا رجل من الفقر والتجريد بحيث لا مال لي فأواسيكما به وأصلح ما أرى لكما أن تلجئا إلى مدرسة كأنكما من طلبة العلم فَيحصل لكما قوت يعينكما على وقتكما، ففعلا ذلك وكان هو السبب في علو درجتهما، وكان الغزالي يحكي هذا ويقول.

 

“طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله” وابتدأ الإمام الغزالي في طلبه للعلم في صباه عام ربعمائة وخمس وستين من الهجرة، فأخذ الفقه في طوس على يد الشيخ أحمد الراذكاني، ومدينة طوس التاريخية، هو حاليا مکان قريب من مدينة مشهد في إيران، ثم رحل إلى جرجان وطلب العلم على يد الشيخ الإسماعيلي وهو أبو النصر الإسماعيلي بحسب تاج الدين السبكي، بينما يرى الباحث فريد جبر أنه إسماعيل بن سعدة الإسماعيلي وليس أبا النصر لأنه توفي سنة ربعمائة وثماني وعشرين من الهجرة، قبل ولادة الغزالي، وقد علق عليه التعليقة أي دوّن علومه دون حفظ وتسميع، وفي طريق عودته من جرجان إلى طوس، واجهه اللصوص قطاع الطرق، حيث يروي الغزالي قائلا.

 

“قطعت علينا الطريق وأخذ العيّارون جميع ما معي ومضوا فتبعتهم فالتفت إليّ مقدمهم وقال ارجع ويحك وإلا هلكت، فقلت له أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد علي تعليقتي فقط فما هي بشيء تنتفعون به” فقال لي وما هي تعليقتك فقلت كتبت في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال كيف تدّعي أنك عرفت علمها وقد أخذناها منك فتجردت من معرفتها وبقيت بلا علم؟ ثم أمر بعض أصحابه فسلم إِليّ المخلاة” وبعد ذلك قرّر الغزالي الاشتغال بهذه التعليقة، وعكف عليه ثلاث سنوات من عام ربعمائة وسبعين من الهجرة، إلي عام ربعمائة وثلاثة وسبعين من الهجرة، حتى حفظها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى