اخبار مصر

محمد نبيل يكتب شهود الحج إلى سيناء … بلال والسلامونى

جريدة الاضواء

محمد نبيل يكتب شهود الحج إلى سيناء … بلال والسلامونى

 

متابعة محمد السمان 

 

… بلال محمد عبد الرازق، محارب فى مواجهة السرطان، عرفته مخلصا للثقافة عملا ورسالة، وشهد له المخلصون مثله والمتكاسلون – أيضا- بصلابة بأسه فى آداء عمله، فلم يترك لأحد مساحة ظن ولو قيد أنمولة، أو لحظة شك ولو عابرة، فى كونه ممن أدى، وأحسن، وأنه ممن التزم بالصمت جارا له فى عمله، لكننا لن ننسى نماذج النجاح الصامت التى لم تنصرف إلى صخب الفاشلين وضجيج المدعين، بل كان بلال مؤذنا للثقافة فى السويس حتى علا عمله على رؤوس الأشهاد، قد يظن البعض أن الناس قد تنسى(!) لكن الآثر الطيب الذى يورثه بلال وهؤلاء الذين فى صفه وخندقه المخلصون للعمل، والمحبون للوطن، والمتعالون على صغائر غيرهم، هؤلاء الراحلون يبقون معنا إما قدوة نقتديها، أو شوكة فى حلق المقصرين، … اذهب يا “بلال” راضيا مرضيا لربك، وهنيئا لصبرك على مرضك، وبشرى لك بإخلاصك لعملك فى الثقافة التى آمنت بها.

 

… أبو العلا السلامونى، صاحب الأربعين نصا مسرحيا منهم المفضل لدى “مآذن المحروسة” روى لى صديقى عماد مطاوع المسرحى المهموم أنه كان برفقة الراحل أبو العلا السلامونى بالمركز القومى للمسرح والموسيقا، ووصف: “أنه أطلق كلمة حق فى حال المسرح، ووجوب تصويب مساراته” وأسرد: أن ميقات رحيله كان عند إنفعال الأديب الكبير إيمانا برسالة المسرح التى قد خبا ألقها، ورجاء فى عودة إصدارات المسرح التى كانت نافذة تطل على إبداعات الكبار المخلصين لرسالة المسرح والقادمين من الشباب المتآسى بهؤلاء المؤمنين بدور أبو الفنون “المسرح” فى مواجهة ظلامية الفكر الهدام، وبهدف بث شعاع الأمل فى نفوس هؤلاء الآملين فى الجمهورية الجديدة.

… سيناء المملوكة لكل المصريين بصكوك الدم، والعشق، والإيمان، تدخل مرحلة جديدة من الثقافة، فهى تستقبل بطولات رياضية كسباق الهجن، وذهنية بين شباب مصر لتصفيات كأس العالم، وتظلها سحابة من ثقافة الخير، فيجتمع أهلها بقصر ثقافة العريش “مجانا” لحضور حفلات لعروض مسرحية هى ذاتها المقدمة للنخبة بالقاهرة، فجعلت الثقافة من عموم أهل سيناء هم – أيضا – النخبة، وهم يستحقون تلك المكانة عن استحقاق غير بلاغى إنما عن عطاء لا يماثله عطاء، فمن منا جاد فى عطائه بروحه التى قد يتوهم البعض انها أغلى ما يملكه الإنسان، بل كان الأغلى من أن يجود المرء بروحه فداء لغيره من الناس ومن التراب، كانت عطايا أهل سيناء كما كانت عطايا أسر رجال الشرطة والجيش، أن جادوا بأرواح أبنائهم (!) أليس فى ذلك المنحى عطاء غير مجذوذ، ولا حد له، فكانوا هم النخبة الحق ولا مثيل لهم فى أعمالهم الثرية العظيمة تجاه سداد فاتورة الدم صونا لتراب الوطن، وحفاظا على عموم الوجود المصرى، وكان للثقافة دور تجاه هؤلاء النخبة المختارة من المصريين “السيناويين” فأتى الفنان اشرف عبد الباقى لمسرح قصر ثقافة العريش ليقدم عرضا مسرحيا، هو فى حد ذاته إقرار بحق النخبة فى ممارسة كافة حقوقها، وأنهم كغيرهم سواء فى الحقوق تحت العلم، لم تعد سيناء اسمها أو وصف حالها “سيناء المحرومة ثقافيا” بل أضحت مع شروق الثقافة الحقيقية عليها، ولسان حال أهلها يقول: كنا على يقين بأننا لم نكن نحارب وحدنا، بل كان هوى عموم المصريين معنا هنا فى سيناء، فاستحقت سيناء ومصرها النصر، لم تكن حفلة “الكينج” محمد منير الشهر الماضى بالعريش”طرقعة إعلامية” ولن يكون العرض المسرحى لاشرف عبد الباقى “ومضا لإلتقاط الصورة” بل باتت الثقافة ممتدة الآثر فى سيناء، فالقادم مشروعا ثقافيا ترويجيا للسياحة الداخلية فى مصيف عريش سيناء، حيث ستقدم الثقافة فصلا صيفيا فنيا وأدبيا فى حدائق العريش وعلى رمال شواطئها، وستقيم الثقافة ما يرجوه أدباء مصر بعقد مؤتمرهم العام بعريش سيناء إحتفالا بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد، فى رسالة للخارج قبل الداخل بانتصار فرسان المرحلة من الأدباء والفنانين وزمرة المثقفين فى “معركة الوعى” كفرسان للكلمة والفكر جنبا بجانب فرسان البارود والأمن.

كما انعقد مؤتمر ادباء اقليم القناة وسيناء الثقافى فى ديسمبر ٢٠٢١

ستمطر سحابة ثقافة الخير على سيناء جمال الفنون، وستشع بنور الفكر، وسيتردد فى الأنحاء بعد دوى الدانات سيعم صدى الكلمة نظما ونثرا، فقط ما تريده سيناء نسخا أصلية من أمثال بلال محمد عبد الرازق وابو العلا السلامونى، إدراى للثقافة ومبدع بالثقافة، ما تريده سيناء ليس بعزيز فمصر الكريمة إذا رحل إلى أحضان ثراها مخلص محب لها، جاءها العشرات والمئات والآلاف من المخلصين المحبين (!)

إلى هؤلاء الباكين الناعين حظهم الذى لم يسعفهم بالرحيل إلى الأراضى المقدسة مع بداية العشر الأوائل من ذى الحجة، تعلمون أنه كم من هؤلاء اللذين ذهبوا إلى الأراضى المقدسة “مكة والمدينة” بأجسادهم وفقط، ولم تحج نفوسهم، ولم تصلى هناك أرواحهم، ولم تفرح بها قلوبهم، ولم تبكى لها عيونهم، هم أعلم بأنفسهم وبسريرة أحوالهم – وهم قليل – إنما الأرض المقدسة أيضا بحقيقة النص المقدس التوراتى، والإنجيلى، والقرآنى، هى “سيناء” التى تجلى رب مكة والمدينة عليها دون سواها، وكما أقسم ربها “بمكة ” أقسم تعالى “بسيناء وبجبالها وأشجارها وزرعها وثمارها” وكما جعل سبحانه وتعالى الأمن “لمكة” تكرم وجعل تعالى الأمن “لكل مصر” فلا تحزنوا أيها المحبون للأراضى المقدسة، فلدينا نصيب وافر من المقدس فى سيناء، وكما العبادة بالحج، جعل المشرع السماوى العمل عبادة، كما الموت فى سبيل سيناء شهادة.

سيناء التى قال عنها حمدان الشهيد أنها من سر التفوق الجيوبولوتيكى لمصر، أزعم أنها سر قداسة عموم أرض مصر، وكما قال هذا الخالد جمال حمدان : ان الأرض تعطى صفاتها لمن عليها، أنا على يقين – أيضا –أن سيناء المقدسة تهب قداستها لأهلها ولكل من يسير عليها وفيها يبتغى عبادة الحب فى سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى