مقال

الدكروري يكتب عن الأبناء وبناء الوطن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الأبناء وبناء الوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إنه ينبغي علي الآباء عدم استعجال النتائج في التربية، فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده وبيّن له وحذره ونصح له واستنفد كل طاقته أن لا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر ويصابر ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه فلربما استجاب الولد بعد حين وادكر بعد أمة، وكما ينبغي استشارة من لديه خبرة بالتربية من العلماء والدعاة والمعلمين والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية وسبر لأحوال الشباب وتفهم لأوضاعهم وما يحيط بهم وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد، وكما ينبغي الحرص على مرافقتهم لرفقة صالحة، فالجليس الصالح هو خير معين لك على تربية ابنك لأنه لا يأمره إلا بما فيه خير، ولا ينهاه إلا عن شر.

 

فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” وإن بناء ألوطن لن يتم بألشكل ألمطلوب قبل أن نقوم وبجهود حقيقية في بناء ألإنسان فمن ادعى انه يعمر الاوطان، وهو يتجاهل الانسان، وظن انه سيشتري فكر الشعوب بالشعارات، مخادعا للشعوب، فسيهلك الانسان، وستخرب الاوطان، فلن يبنى وطن في كل بقاع الارض ما لم يبنى الانسان فيه اولا، والمثال واضح بيننا فقيل أنه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﺑﻨﻮﺍ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﻠﻘﻪ ﻟﺸﺪﺓ ﻋﻠﻮﻩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻼ‌ﻝ المائة ﺳﻨﺔ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺛﻼ‌ﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻮﺭ.

 

ﺃﻭ ﺗﺴﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻟﻠﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺎﺏ، وﻟﻘﺪ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ، ﻓﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، فإن الأوطان تبنى بحسن الإدارة وحسن استثمار الموارد في جميع مؤسسات الدولة، فالأوطان تبني من خلال تبني ثقافة عمارة الأرض كماامرنا الخالق العظيم سبحانه وتعالى، فإن الأوطان تبني من خلال الجد والاجتهاد وتبنى ثقافة الإتقان، والأوطان تبنى بالإخلاص بالنية والقول والعمل وتلازمهما، والأوطان تبنى بالعلم والمعرفة فاستخدام الأساليب البدائية تؤدي إلى نتائج بدائية، وإن من المؤلم أن أصبح تعامل أكثر الناس مع الوقت لا يشعرك بمعرفة قدره وقيمته، فمظاهر تبديده مذهلة، بدأ من الصغار ومروراً بالشباب.

 

وانتهاء بالكبار، إلا من رحم الله، وقال ابن القيم رحمه الله “كل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة, فإضاعة هذه الأنفاس خسران عظيم, لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس, وأحمقهم وأقلهم عقلا، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن، كما قال الله تعالي في سورة آل عمران ” يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى