مقال

الدكروري يكتب عن المادة الخام الأولي 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المادة الخام الأولي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

خلق الله عز وجل الإنسان وامره بتعمير الأرض وإن من الواجبات العظيمة المنوطة بالوالدين هي تربية الأبناء، والعمل على تنشئتهم التنشئة الصالحة بالاستقامة والطاعة، والبُعد عن المعصية، والإضاعة وإنه واجب جسيم، ومسؤولية عظيمة، وهو وصية الله تعالى للأبوين، حيث قال الله تعالى في سورة النساء ” يوصيكم الله في أولادكم” أي أن الأولاد أمانة في أعناقكم أيها الآباء تسألون عنهم أمام الله تبارك وتعالى، فهي أمانة وودائع مطلوب من كل أب وأم أن يقوم بحق ابنه عليه فكما أن الله تعالي أوصى الأبناء بالآباء برا وإحسانا، وطاعة وتأدبا، فإنه عز وجل قد أوصى الآباء بالأبناء، عدلا وتربية، وحُسن تنشئة، وإن الأطفال الصغار والنشئ هم المادة الأولى الخام، التي تقام الدولة عليها فيما بعد.

 

فلذلك لا بد من زرع حب الوطن في قلب الطفل، وأن يعرف الطفل وهو صغير واجباته تجاه وطنه الحبيب الذي هو مسقط رأسه ومولده والتي تكمن في احترام العلم الوطني والنشيد الوطني وإحترام قوانين الدولة وعدم التجرّؤ على خرقها، والمدافعة عنها، والمشاركة في تثبيتها ودعمها، وكذلك الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن بشكل عام والبيئة بشكل خاص، حيث يحاول حماية بيئته قدر استطاعته، وكذلك الاهتمام بنظافة بلده، والمشاركة في حملات تنظيف مدينته، وعدم تهدير موارد الدولة دون فائدة، مثل هدر الماء، وقطع الأشجار ونحو ذلك، وكذلك الحفاظ على الحياة البرية في البلاد، ومراعاة الثروة الحيوانية والنباتية، وإن من الوفاء والولاء والإخلاص للوطن أن نؤمن به بقلوبنا قبل ألسنتنا.

 

وندافع عنه بالكلمة قبل السلاح، ونسجل مواقفنا الوطنية في الخفاء والأماكن المغلقة قبل العلن، والحديث أمام العامة، ولا نقبل أن يسيء للوطن المثبطون والمحبطون والمرجفون، وأن نقف صفا واحدا ومتماسكاً في وجه المرتزقة والعملاء وجميع أعداء الوطن، وأن نعلم جيدا أننا مهما قدمنا جميعا لوطننا العزيز، فلن نوفيه ولو جزءا يسيرا جدا من حقه العظيم علينا، فإن الوطن كلمة عظيمة تتجاوز في شمولية معانيها كل معنى يمكن أن يشرحها، وتحتوي في مضامينها كل السمات الرفيعة والأوصاف السامية والنبيلة والجليلة، فكيف إن كان هذا الوطن هو مصدر لكل معاني النبل والسمُو، ومنبع للعطاء والارتقاء، فحتما ستكون حقوقه على مواطنيه أعظم.

 

وإن هذا الوطن العظيم الذي أعطى أبناءه بلا حدود، وبذل كل ما يستطيع، وسخر كل ما يملك، وأنفق بكل سخاء، وأكرم من غير منّة، وهيأ كل أسباب العزة والكرامة، وقدم ما لا يمكن حصره على مدى تاريخه المديد، فيستحق من جميع أبنائه المزيد من الثناء والشكر، والاستمرار بالولاء والإخلاص، ومواصلة بذل الجهد والعطاء، والسعي الحثيث للدفاع عنه والذود عن قادته ورموزه، فهذا الوطن العظيم الذي قدم كل شيء لأبنائه يستحق منهم جميعا أن يتحدثوا عنه بفخر، ويدافعوا عنه بعزة، ويثنوا عليه في كل وقت، ويشيدوا بإنجازاته ومنجزاته في كل مكان، ويتفاخروا بقادته ورموزه في كل وقت وحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى