مقال

الدكروري يكتب عن المدح والثناء للوطن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المدح والثناء للوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إذا فرط الأب بواجبه الشرعي تجاة أولادة فقد خسر خسرانا عظيما في دنياه وأخراه لأن الأب إذا فرط في تربية ابنه، ونشأ الابن منحرفا لم ينتفع الابن حينئذ بحياته طاعة وعبادة، ولم ينتفع الأب من ابنه أدبا وبرا وإحسانا، وإن أعظم ما يكون مسؤولية في تربية الأبناء، هو تنشئتهم على الصلاة، منذ أول النشأة، وحداثة السن، حيث قال الله تعالى ” وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها” ومن الآباء من قصر مسؤوليته تجاه أبنائه على التربية البدنية، والتربية الصحية، وأما التربية على طاعة الله، والبُعد عن الحرام، واجتناب الآثام، فإنه في ذلك مفرطٌ ومضيع، وعندما يكون الأب في نفسه مفرطا في الواجبات الدينية، وخصوصا الصلاة، مضيعا لها، متهاونا بأدائها.

 

فإن أبا هذا وصفه ضرره على أبنائه جسيم لأن التربية تقوم أول ما تقوم على التربية بالقدوة، بحيث يكون الأب متحليا بما يريد من ابنه أن يتصف به، مجانبا لكل ما يريد من ابنه أن يبتعد عنه، أما إذا كان يأمر ابنه بما لا يفعله، أو ينهاه عما يقع فيه فإن هذا تناقض يؤدي بالأبناء إلى نوع من الانحراف والانحلال، ولكن لماذا يكيل البعض المديح والثناء لبلاد زاروها ويُعلون من شأنها، ولا يكيلون المديح والثناء لوطنهم الذي أعلى من شأنهم بين الأمم وكان سببا في عزتهم في تلك البلاد التي زاروها؟ ولماذا يصغي البعض لأولئك الذين يرفعون من شأن بلدانهم متواضعة الإمكانات، ويدافعون عن أوطانهم التي هجروها، بسبب فقرها وتردي التنمية فيها، ويتغنون بحكوماتهم التي سلبتهم حرياتهم.

 

ودمرت مجتمعاتهم وفي الوقت نفسه يقبلون أن يُحط من قدر بلدهم الأقوى إمكانات، وأن يوجه لوطنهم كل أشكال النقد السلبي والهدام والمجحف وغير الموضوعي؟ ولماذا يفتخر البعض بأبناء الأوطان الأخرى من العلماء والأدباء والمفكرين والأطباء والمبدعين والمخترعين ويسعون جاهدين للتسويق والترويج لهم بينما في المقابل يُقللون من شأن أبناء وطنهم من العلماء والأدباء والمفكرين والأطباء والمبدعين والمخترعين ويسعون لتهميش دورهم والتشكيك في قدراتهم وتأهيلهم؟ وإن عظماء الهمة كانوا أحرص الناس على أوقاتهم, وأحرسهم له من قاطعي الطريق والبطالين فهذا الإمام ابن عقيل رحمه الله يقول “إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري.

 

حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أَعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره” وهذا الإمام ابن الجوزي رحمه الله, يصف حاله حين قعوده مع أضيافه ” ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة، لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغا فجعلت من الاستعداد للقائهم, بري الأقلام وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لابد منها, ولا تحتاج إلى حضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شيء من وقتي “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى