القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الإنسان والعقيدة

الدكروري يكتب عن الإنسان والعقيدة

الدكروري يكتب عن الإنسان والعقيدة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن أخطر شيء فيك أيها الإنسان هي عقيدتك، فإذا صحّت صح كل شيء، وإن فسدت فسد كل شيء، بل إن أكبر خطأ يرتكبه الإنسان أقل من أقل عقيدة فاسدة، لأن العقيدة الفاسدة لن تتوب منها، لكن الخطأ يمكن أن تتوب منه، وإن الحياة الدنيا فانية وإلي زوال، وإن عمر الإنسان مهما طال فهو قصير، ولقد كانت الآداب والقيم هما السمة البارزة في سيرة الرعيل الأول من سلف هذه الأمة، فقد أولوها اهتمامهم قولا وعملا وسلوكا وتصرفا، بل كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يهذب الجيل إذا ما وقعوا فيما يناقض الذوق والأدب، وإن من قبائح الذنوب وفواحش المعاصي ومن أسباب مقت الله عز وجل وغضبه وسوء عاقبة هو من يتهاون به كثير من الناس ويتساهلون في أمره وهو عند الله عظيم ذلكم هو آفة الكذب.

 

فهو باب من أبواب النفاق وعلامة من علاماته ودليل على سوء طوية المرء وقبح مخبره فقد قال تعالى “إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون” وقد سئل أيكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم قيل أفيكون بخيلا ؟ قال نعم قيل أفيكون كذابا ؟ قال لا، ولقد كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره موصوفا بالصادق الأمين، بقدر ما أتخذ من الصدق صفة له، دليلا لا يقبل الجدل لإثبات كونه رسول الله تعالى، وقالت السيده عائشة رضي الله عنها ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله من الكذب، وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “عليكم بالصدق فانه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار ” ومن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم هو المنفق سلعته بالحلف الكاذب.

 

وإن الكاذب لمحذور في حياته لا يوثق به في خبر ولا معاملة، وإنه لموضع الوصف القبيح بعد وفاته، وإن من نعم الله العظيمة علينا هذا اللسان اللطيف في صنعه الصغير في حجمه العظيم في جرمه إذا استعمل فيما لم يخلق له الكبير في فضله إذا ستعمل فيما خلق له ومن آكد آفات هذا اللسان الكذب بل هو سبب كب الناس في النار على وجوههم وهو الذي يورد صاحبه المهالك إذا أطلقه بدون عنان ورادع بالكذب والفجور والأخبار بخلاف الحقيقة وإشاعة الأقوال ورمي الناس بالباطل، وإذاعة الأباطيل وترويجها وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث، أن للصدق غاية وللصادق مرتبة، أما غاية الصدق فهي البر والخير ثم الجنة وأما مرتبة الصادق فهي الصديقية وهي المرتبة التي تلي مرتبة النبوة.

 

ولقد كان الكفار مع كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب ولا يتخذونه منهجا لحياتهم أو بلوغ مآربهم فهذا أبو سفيان بن حرب قد ذهب قبل أن يسلم في ركب من قريش تجار إلى الشام فلما سمع بهم هرقل ملك الروم بعث إليهم ليسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان ” فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبا لكذبت عليه ” وإن الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب ويستحيون من أن يؤثر عليهم وينسب إليهم، فكيف بكم أنتم أيها المؤمنون وقد حباكم الله تعالى بهذا الدين الكامل الذي يأمركم بالصدق ويرغبكم فيه، ويبين لكم نتائجه وثمراته الطيبة، وينهاكم عن الكذب ويحذركم منه، ويبين لكم نتائجه وثمراته الخبيثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى