القصة والأدب

الدكروري يكتب عن إحترام خصوصيات الآخرين

الدكروري يكتب عن إحترام خصوصيات الآخرين

الدكروري يكتب عن إحترام خصوصيات الآخرين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين، محمد صلي الله عليه وسلم الذي كان يتأول القرآن، فلما نزل قول الله تعالى ” فسبح بحمد ربك واستغفره ” قال صلي الله عليه وسلم ” سبحان الله وبحمده ” وكان صلي الله عليه وسلم يتأول القرآن، سبحان الله وبحمده، والله قد أمرنا أن نسبحه بحمده وأن نقول سبحان الله وبحمده، فدائما نحافظ على هذه الكلمات العظيمة التي يغفل عنها أهل المعصية أهل الغفلة، لكن المؤمن دائما يشتغل بذكر الله تعالي، ومن أفضله وأعظمه الحمد لله، ألم تر أن أعظم سورة في القرآن وهي سورة الفاتحة كيف ابتدأت ” الحمد لله رب العالمين” فتبتدئ بهذه الجملة العظيمة ” الحمد لله رب العالمين ” فقال صلي الله عليه وسلم “ألا أخبرك بأخير سورة في القرآن؟

 

” الحمد لله رب العالمين ” فإذا قال العبد ” الحمد لله رب العالمين” قال الله عز وجل حمدني عبدي، وقد ورد فضل هذه الكلمة العظيمة مع غيرها وورد فضلها مستقلا في عدد من النصوص دلالة على أهميتها، فقال صلي الله عليه وسلم ” خذوا جنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات، يأتين يوم القيامة أمام الذاكر ومن خلفه وعن يمينه وشماله يحطنه، وهذا إكرام الله تعالي للذاكر للذي يكثر من قول سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أما بعد، فإن الإسلام حثنا علي الإحترام بيننا وبين الناس، وإن من صور الاحترام هو إحترام خصوصيات الآخرين، وأسرارهم وأحوالهم.

 

التي يحرم كشفها والتلصص عليها، كالاتصالات والإيميلات والمراسلات التي لا يجوز انتهاكها ولا تقحّمها، وويل لمن يسمون بالهاكرز، ويل لهم من وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطف أبصارهم فلا يعقلون ولا يرجعون، وقد قال عليه الصلاة والسلام لرجل اطلع في بيته “لو أعلم أنك تنظر طعنت به فى عينك، إنما جعل الله الإذن من أجل البصر” رواه البخاري ومسلم، وأنت يا من تعيّر أخاك بذنب عرفته بالتجسس عليه، جُرمُك عند الله أعظم منه، هو كان مستترا منكسرا، ففضحته وهتكت ستره، ومن تتبع عورات المسلمين، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في قعر بيته، وإن من صور الاحترام أيضا هو احترام الخصوصية بين الأصدقاء الحميمين أو الزوجين.

 

فإنه قد تزول الحواجز والحدود والسدود، ولكن يبقى لكل امرئ شخصيته وأسراره وأحاسيسه التي لا يبوح بها لأقرب قريب، وإن من صور الاحترام أيضا هو التواضع مع المرؤوسين، بلين الجانب لهم، ولطف الخطاب، مع ابتسامة مشرقة، وكلمة تحفيز وتشجيع وثناء، ومن صور الاحترام، هو احترام المسؤولية التي تعني القدرة على تدارك الخطأ وتصحيحه، والقدرة على الاعتذار حال الخطأ، فالاعتذار لا يضر، بل الإصرار والتجاهل هو الذي يحول بينك وبين احترام الناس لك، وكذلك من صور الاحترام هو الاستقالة من العمل عند العجز عن العطاء، فأنت لا تستمد أهميتك من عملك، بل من كفاءتك وقدراتك الشخصية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى