القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صلاح الأب وصلاح الأبناء

الدكروري يكتب عن صلاح الأب وصلاح الأبناء

الدكروري يكتب عن صلاح الأب وصلاح الأبناء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد ذكرت كتب السنة النبوية الشريفة الكثير عن التذكير بالمسؤولية العظيمة للآباء تجاه أبناءهم والتي يترتب عليها صلاح الفرد والأسرة، بل صلاح المجتمع بأسرة، مع بيان أدلة مسؤولية الآباء عن تربية الأبناء، ويقول ابن القيم رحمه الله ” وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته له على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه وحرمه، ففاته انتفاعه بولده، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد، رأيت عامته من خلال الآباء” وإن من أعظم ما يقدم الأب لابنه تربيته على الدين وصالح الأخلاق، وإن صلاح الأب في نفسه له أثر عظيم في صلاح الأبناء.

 

وإن الطفل أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوّد الخير وتعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عُوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القائم عليه وولي أمره، ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا فأن يصونه عن نار الآخرة أولى، ونقبول بأنه لو ولدك الآن يريد أن يقع في نار من نار الدنيا، لرأيت الأب يريد أن يصونه عنها، فكونه يصونه عن نار الآخرة التي تفوق نار الدنيا بسبعين ضعف أولى وأهم وأوجب، وصيانته بأن ينشئه على دين الله سبحانه وتعالى، وأن يراقبه في أفعاله، وأن يكون طعامه حلالا، فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه، ولقد تفضل الله على عباده بنعم لا تحصى ومنن لا تستقصى فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله.

 

حيث قال تعالى ” وما بكم من نعمة فمن الله ” واعلموا أن هناك نعما خص الله بها فئة من الناس وحرمها فئة أخرى، وهو ابتلاء منه سبحانه، وتمحيصا لعباده، ليميز الخبيث من الطيب، فقال تعالى ” ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ” فمن أعظم النعم على الإنسان بعد نعمة الإسلام، ونعمة الولد، ولا سيما الولد الصالح، وإن نعمة الولد لا يعرف قدرها إلا من حُرمها، فكم من الناس من مُنع نعمة الأبوة والأمومة، فتراه يسعى جاهدا ليلا ونهارا، بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده، ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات، لأنه سبحانه عليم قدير، يختبر العباد.

 

ويمتن على الإنسان، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فاحذروا أيها الناس من التفريط في تربية الأبناء، أو التخلي عن المسؤولية تجاههم، فهذا هو الغدر، وتلكم هي الخيانة وذلكم هو الغش الموصل إلى النار، فارعوا أبناءكم وأدوا أماناتكم وانصحوا لأولادكم، فكل مسؤول عن رعيته، فكم من آباء من فرطوا في مسؤوليتهم، وأضاعوا أماناتهم وأهملوا أولادهم ومن تحت ولايتهم ولقد تفاقم الوضع وتعاظم الأمر، وتطاير الشرر، عندما تخلى الآباء عن مسؤولية التربية الصحيحة وأهملوا الإلمام بأسس العناية السليمة، فليست التربية عنف كلها، ولا رخو جلها، بل هى شدة في غير عنف ولين في غير ضعف، وهكذا هي التربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى