القصة والأدب

الدكروري يكتب عن أساس المعاملة في الشريعة

الدكروري يكتب عن أساس المعاملة في الشريعة

الدكروري يكتب عن أساس المعاملة في الشريعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيد الخائفين محمد صلى الله عليه وسلم فكان أخشى الناس لربه ويقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه، وهذا هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى طير وقع على شجرة فقال ما أنعمك يا طير، تأكل وتشرب وتطير وليس عليك حساب ليتني كنت مثلك، وكان رضي الله عنه كثير البكاء وكان يمسك لسانه ويقول ” هذا الذي أوردني الموارد ” فتخيل لنفسك يا ابن آدم إذا أخذت من فراشك إلى لوح مغتسلك فغسلك المغسل وأنت جثة هامدة لا حركة ولا نفس وألبست الأكفان وأوحش منك الأهل والجيران وبكت عليك الأصحاب والأخوان وصلو عليك صلاة لا ركوع ولا سجود لها.

 

وحملوك إلى القبر وأنزلوك فيه وأدخلوك في ذلك اللحد الضيق المظلم ثم هلو عليك التراب وانصرفوا عنك وتركوك وحيدا، لا صديق ولا قريب الكل سينصرف عنك حينها ولا يبقى معك إلا ما قدمت من عمل، فتخيل ذلك وتخيل جلوسك لسؤال وما جوابك لهذا السؤال، وإن أهم ما ميز الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم هو الأخلاق العظيمة وكما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة، وإن أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بمكارم الأخلاق، وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول، والتي حرص على تعليمها لأصحابه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق، وقال لهم بأن.

 

” أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وأبعدكم عني مجلسا الرثاون والمتشدقون” وفى هذا الحديث دليل واضح على أهمية التمسك بالأخلاق في التعامل مع الناس، حيث أن المعاملة الحسنة تجعل الانسان أقرب ممن حوله كما أنه يستطيع أن يصل إلى قلوب من حولهن ومكارم الأخلاق تكسب الانسان الدارين الآخرة والدنيا، فهو سيجد محبة شديدة ممن حوله من الناس، كما أنه في الدار الآخرة سينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، كما أن الانسان الذي لا يتمتع بمكارم الأخلاق بل من تتصف أخلاقه بالسوء فهو لا يحظى بأي سعادة، حيث أن الناس تنفر منه في الدنيا، كما أنه لن ينال صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الآخرة، وإن الأخلاق لم تقتصر فقط على المسلين.

 

بل شملت جميع الناس من مختلف الديانات، حيث أن حسن الخلق يعني النهوض بالمجتمع والرقي به فعندما يراعي الانسان حرمة أخيه الانسان، أو عندما يتلفظ ألفاظا حسنة أثناء الحديث معه ستبقى الألفة قائمة بين الناس على مر العصورن وكما أن حسن الخلق من أكثر الأعمال، التي يتقرب بها الانسان إلى الله عز وجل، وهي كفيلة بأن تزيد حسنات الانسان في ميزانه، وإن صاحب الخلق الحسن يكون من خير ما على الأرض، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان دوما يشدد في التحذير من إيذاء الآخرين سواء باللسان أو باليد، أو حتى من خلال النظرات، فلو تخيلنا مجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر، كما ترك الكل أخلاقه، سنجد أن هذا ينتهك حرمة بيت هذا ويهتك عرضه، كما أن سوف يقوم بالتعدي على حقوق هذا دون أن يشعر بأدني ذنب، الأمر الذي يعني فساد المجتمع وتهتك العلاقات لأبعد حد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى