مقال

براءة عائشة بنت الصديق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن براءة عائشة بنت الصديق

بقلم / محمــد الدكــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، الذي شارك في غزوة حُنين وهي الغزوة التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة في اليوم العاشر من شهر شوال، وسببها يكمن في اعتقاد أشراف قبيلتي هوازن وثقيف بقتال الرسول صلي الله عليه وسلم،لهم بعد فتح مكة فقرروا مبادرته بالقتال وتوجهوا لذلك، وخرج إليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكل من أسلم معه إلى أن وصلوا وادي حُنين، وكان النصر في بداية القتال لهوازن وثقيف ثم تحول للمسلمين بعد ثبات رسول الله صلي الله عليه وسلم،ومن معه، أما بعد تقول أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في حادثة الإفك التي حدثت معها وتكلم الناس بها من حولها وهي لا تدري ولا تشعر بذلك” 

وأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى إني لأظن أن البكاء فالق كبدي، فقالت فبينما نحن على ذلك الحال إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس، قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء، قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف ثم تاب تاب الله عليه، قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال فقال أبي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقلت لأمي أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت أمي والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت، وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا، إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فوالله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال ” فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون” ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. 

فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدّر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه، قالت فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة أما الله فقد برأك، قالت، فقالت لي أمي قومي إليه، فقلت والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت وأنزل الله تعالى ” إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم ” حتي نهاية الآيات ثم أنزل الله هذا في براءتي، فيجب على كل مسلم ومسلمة ونحن نعيش في زمان الفتن العمل على إصلاح قلوبهم والعناية بها، فإن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر ما أكنته القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى