دين ودنيا

الدكروري يكتب عن ذنوب العباد والكوارث الكونية

الدكروري يكتب عن ذنوب العباد والكوارث الكونية

الدكروري يكتب عن ذنوب العباد والكوارث الكونية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فيا أيها المسلمون إنها آية عظيمة في كتاب الله تعالي من كلمة واحدة، تفتتح بها سورة عظيمة وتسمى بها لكن هذه الكلمة العظيمة تحمل معاني ودلالات كبيرة فأصغ سمعك لتلك الكلمة، واستمع لمولاك وهو يخاطبك بها ليجذب إليه قلبك، فيقول الحق سبحانه وتعالي ” الرحمن ” فهي سورة الرحمن، وتتجلى رحمة الله تعالى لعباده وعنايته بهم في الدنيا والآخرة في صور ومظاهر لا تحصى، ومنها ظهور رحمة الله في آيات هذا الكون فالشمس والقمر والليل والنهار وتقلبهما من مظاهر رحمته، ونجدها في إخراج الزرع من الأرض بعد أن كانت ميتة، وكذلك في إرساله سبحانه الرسل لهداية الناس وما جبلهم عليه من جميل الصفات.

 

ومن مظاهر رحمة الله هو نصره للمؤمنين، بل إن الله تعالى كتب على نفسه أن يرحمهم إذا هم عملوا الصالحات واجتنبوا السيئات، فتأمل في كل شيء حولك، ابتداء من نفسك وانتهاء بما وقع عليه بصرك تجد أن العالم كله ممتلئ برحمة الله، فأنى تفكرت في هذا الكون وجدت مظاهر وآثار رحمة الله أمامك، وصدق الله إذ يقول ” ورحمتي وسعت كل شيء” وقيل أن الطيرة من الشرك، ولكن أصدق الطيرة الفأل كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم “أصدق الطيرة الفأل فالطيرة تشاؤم وهو حرام، أما التفاؤل فهو أصدقها وهو مباح وجائز، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ينبغي أن يستعمل لمعرفة الصدق الأدلة وأقوال الثقات، فلو أخبر إنسان بشيء، فنأتي بالشهداء المعروفين بالصدق.

 

فإن أقروا ما قاله قبل قوله، كما قال البخاري رحمه الله “باب إذا حاضت في شهر ثلاث حيض، أي لو أن امرأة طلقها زوجها فعدتها ثلاث حيض، فلو حاضت في شهر ثلاث حيض تخرج من العدة، لكن ينبغي أن تثبت أنها حاضت في الشهر ثلاث حيض، ولذلك قال ولا يصدّق النساء في الحيض والحمل فيما يمكن من الحيض، لقوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله فى أرحامهن ” وإن إرجاع الكوارث الكونية إلى الذنوب البشرية هو طريقة أهل العلم والمعرفة لعلمهم وإيمانهم بسنة الله تعالى المذكورة في كتابه الكريم، حيث يقول تعالي في سورة الشوري” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم” وأما أهل العمى والضلالة فيُرجعون ذلك لأسباب أرضية.

 

وينفون القدرة الربانية، ويأمنون العذاب وهو قريب منهم، كما قال الأولون، كما جاء في سورة ألاحقاف ” هذا عارض ممطرنا” فيا عباد الله إن كل الصور التي قيلت في الرحمة في الدنيا بين المخلوقات فهي جزء يسير من رحمة الله تعالي في الدنيا، أما في الآخرة فأعظم وأكبر، فمنها مغفرته لعباده ومحو سيئاتهم، فيقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله يُدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم” متفق عليه، ومن رحمة الله تعالي في الآخرة أنه يُدخل عباده الجنة برحمته وفضله، فقال صلى الله عليه وسلم “لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى