مقال

المنظور الإسلامي للسعادة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المنظور الإسلامي للسعادة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فإن قضاء حوائج الناس يعتبر من أعظم العبادات وأجل القربات إلى الله عز وجل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ” أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا ” أي في مسجد المدينة” ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة،

 

ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام” فهذا الحديث لو عملنا بما فيه لكنا من أحب الناس إلى الله عز وجل، وإن من المنظور الإسلامي، أن السعادة ليست مجرد حالة مؤقتة من الفرح والبهجة، بل هي عملية تستمر مدى الحياة وتهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق السعادة الأبدية وراحة البال وطمأنينة القلب والرضا في هذا العالم والنعيم الأبدي في الآخرة، ويحاول الكثير من الناس اتباع مسارات معقدة من أجل تحقيق السعادة، لكنهم فشلوا في رؤية الطريق الأسهل وهو الإسلام، فيمكن تحقيق السعادة من خلال العبادة الصادقة، والتنافس على الأعمال الصالحة، والقيام بأعمال اللطف أو الصدقة، وإخراج الابتسامة على وجه الطفل، وهذه الأشياء لديها القدرة على جعل قلوبنا سعيدة حقا.

 

فإن السعادة الحقيقية والرضا هي نتاج عدد من العوامل ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الموازنة بين الجوانب المادية والروحية للحياة ، فإذا أغفلنا الجانب الروحي للحياة، فسيؤدي ذلك إلى مرض الروح، وهو مرض روحي شائع، وإن العلاج هو الإيمان بالله تعالى وقبول الإيمان الذي رضاه للبشرية، وهذا المرض الروحي، إذا ترك دون علاج، سيؤدي إلى عواقب وخيمة، بينما يعرف الآخرون أن الطريق الحقيقي للسعادة هو طاعة الله عز وجل واتباع دينه بالنسبة لهم، ليست ملذات وثروات العالم ذات أهمية تذكر، وعندما تتغلغل هذه السعادة في قلب المؤمن، فإنه يحيا فعلا في الدنيا وكأنه في الجنة، وكما إن قضاء حوائج المسلمين أمان من الفزع الأكبر، فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

” ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ” وقال ابن عباس رضي الله عنهما إن لله عبادا يستريح الناس إليهم في قضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة، وجاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال “من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه” وكما أنه من منع المعروف أو حث الناس على عدم فعله فهو على خطر عظيم، فيقول سبحانه وتعالى ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذي هم براءون ويمنعون الماعون” ويقل عز وجل ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ” ويقول تعالي ” ولا يحض علي طعام المسكين فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى