تمني الموت محمود سعيد برغش روي مسلم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتمنين احدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيا فليقل اللهم احييني ما كانت الحياه خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاه خير لي وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتمنين احدكم الموت ولايدع به من قبل ان ياتيه انه إذا مات أحدكم انقطع عمله وانه لايزيد المؤمن عمره الاخيرا وقال البخاري لايتمنين احدكم الموت اما محسنا فلعله ان يزداد خيرا واما مسيئا فلعله ان يستعتب وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتمنو الموت فإن هول المطلع شديد وان من السعاده ان يطول عمر العبد حتي يرزقه الله الانابه. الموت ليس بعدم محض ولافناء صرف وانما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلوله بينهما وتبدل حال وانتقال من دار الي دارٍوهو من اعظم المصائب وقد سماه الله تعالي مصيبه في قوله فاصابتكم مصيبه الموت. فالموت هو المصيبه العظمي والرزيه الكبري واعظم منه الغفله عنه والاعراض عن ذكره وقله التفكير فيه وترك العمل له وان فيه وحده لعبره لمن اعتبر وفكره لمن فكر وفي خبر يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم لو ان البهائم تعلم من الموت ماتعلمون ما اكلتم منها سمينا.
روي عن سهيل بن عبد الله التستري انه قال لايتمني احدكم الموت الا ثلاثه رجل جاهل بما بعد الموت او رجل يفر من اقدار الله تعالي او مشتاق محب للقاء الله عز وجل روي ان ملك الموت جاء الي ابراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال ابراهيم عليه السلام ياملك الموت هل رايت خليلا يقبض روح خليله فعرج ملك الموت الي ربه فقال قل له هل رايت خليلا يكره لقاء خليله فرجع فقال اقبض روحي الساعه قال ابو الدرداء مامن مؤمن الا والموت خير له فمن لم يصدقني فان الله تعالي يقول. وماعند الله خير للابرار وقال تعالي ولايحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم الموت جسر يوصل الحبيب الي الحبيب
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي قبر امه فبكي وابكي من حوله فقال أستاذنت ربي ان استغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته فيان ازور قبرها فإذن لي فزروا القبور فانها تذكر الموت وعن ابن ماجه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن زياره القبور فزروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الاخره زياره القبور للرجاب متفق عليه عند العلماء مختلف فيه عند النساء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه خرج الي المقبرة فلما اشرف عليها قاب يااهل القبور اخبرونا عنكم او نخبركم اما خبر من قبلنا فالمال قد اقتسم والنساء قد تزوجن والمساكن قد سكنها قوم غيركم ثم قال اما والله لو استطاعو لقالو لم نر زادا خيرا من التقوي. ياعجبا للناس لو فكروا. وحاسبوا انفسهم ابصروا وعبروا الدنيا الي غيرها. فانما الدنيا لهم معبرا لافخر الا الفخر اهل التقي. غدا اذا ضمهم المحشر ليعلمن الناس ان التقي والبر كان خير مايدخر عجبت لانسان في فخره. وهو غدا في القبر يقبر مابال من اوله نطفه وجيفه اخره يفجر أصبح لايملك تقديم ما يرجو ولا تأخير ما يحذر وأصبح الامر الي غيره في كل مايقضي وما يقدر
ليس للقلوب انفع من زياره القبور خاصه ان كانت قاسيه فعلي أصحابها ان يعالجوها باربعه أمور احدهما. الاقلاع عماهي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكر والتخويف والترغيب واخبار الصالحين فان ذلك مما يلين القلوب وينجع فيها الثاني. ذكر الموت يكثر من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات يروي ان امرأه شكت السيده عائشة رضي الله عنها قساوه قلبها فقالت لها اكثري من ذكر الموت يرق قلبك ففعلت ذلك فرق قلبها فجاءت تشكر السيده عائشة رضي الله عنها تذكر الموت يردع عن المعاصي ويلين القلب ويذهب الفرح بالدنيا ويهون المصائب فيها الثالث مشاهده المحتضرين فإن في النظر الي ميت ومشاهده سكراته ونزعاته وتأمل صورته بعد مماته ما يقطع عن النفوس لذاتها ويطرد عن القلوب مسراتها ويمنع الاجفان من النوم ولابدان من الراحه ويبعث علي العمل ويزيد الاجتهاد
