مقال

الدكروري يكتب عن الأحاسيس والتعامل مع الآلات

الدكروري يكتب عن الأحاسيس والتعامل مع الآلات
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يرشد أمته إلى الدعاء النافع للأموات فنجده صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الدعاء ينفع الميت في قبره رحمة بالأموات ورحمته صلى الله عليه وسلم وقضاء ديون الموتى، ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بمن مات وعليه ديون أنه صلى الله عليه وسلم كان يتكفل بقضاء ديونهم رحمة بهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بقضاء ديون موتاهم رحمة بهم وحفظًا لحقوق الدائنين فهي رحمة شاملة استوعبت الأحياء والأموات، ومن صور رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته رحمته بهم وهو في قبورهم فقد كان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى المقابر ويسلم ويدعو لأهلها الرحمة والمغفرة.

فتقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول ” السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد” ومن هنا تبين من خلال حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها انه صلى الله عليه وسلم كان يكرر الزيارة وهذا من شفقته وكمال رحمته صلى الله عليه وسلم، فهذه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته بعد موتهم وفي الدار البرزخية، أما بعد فإن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حين قال “رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم”

وقد يقول قائل فما دخل هذه الأشياء بالمشاعر؟ فإن دخل هذا المشاعر أن الأغنام رقيقة وأنها هادئة غير طائشة وليست بعدوانية، فيكتسب الإنسان منها هذه المشاعر بخلاف الجمال والأبقار، فإن فيها من الغلظة والجفوة والقسوة ما فيها، ولذلك يكتسب الإنسان أخلاقا منها فيجفوا ويقسوا، ولهذا نجد أن الجيوش لا تأكل إلا من لحوم الأبقار الجمال والحيوانات القاسية من أجل أن يكتسبوا نوعا من أنواع القسوة ولك أن تفرق بين أخلاق من تسكن السواحل، وبين من يسكن في الجبال فإنك تجد فرقا شاسعا بين هذا وذاك وهكذا أيضا قول النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث أبي هريرة “من بدا جفا أي من سكن الفيافي والقفار والصحاري، ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن”

أي يفتتن بهذه الدنيا، وذاك يغفل عن ذكر الله عز وجل، وذاك تجفو مشاعره، ولكن لماذا تجفو مشاعره؟ لأنه صار بعيدا عن الذكر صار يتعامل مع بيئة قاسية، ولا غرابة أنك تقرأ في قصة ذلك الصحابي الأعرابي الذي جاء النبي عليه الصلاة والسلام فرأى النبي عليه الصلاة والسلام يضم أطفاله ويقبلهم فيستشعر ويقول تقبلون الأطفال؟ كأن هذا أمر منفر لطباعه كأنه في هذا تنكيس لهيمنته وتنكيس لكبريائه، قال نعم، قال والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحد، فقال النبي عليه الصلاة والسلام ” أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك” فهذه المشاعر وهذه الأحاسيس التي يعاني منها كل واحد في هذه الحياة الإنسان يتأثر بما حوله

فنحن اليوم في العالم كله بأسره انتقلت حياتنا إلى التعامل مع الآلات مع حديد لا إحساس لها ولا مشاعر لها، ولذلك ربما جفت وقلت مشاعرنا نتيجة أن حياتنا كلها تأثرت بهذه الآلات، فصار تعاملنا بهذه الآلات حتى الحديث صار بالآلات عبر الهواتف حتى لو كان فيه المشاعر الرقيقة ليس كالكلام الذي يكون حيا، والذي يكون وجها لوجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى