ثقافة

حكاية شهد …

حكاية شهد …
بقلم أزهار عبد الكريم
كانت الساعة الثالثة فجراً حين سمعت شهد صوت صرخة مدوية فى الدور الأول من الفيلا فقامت ونزلت مسرعة على السلالم لتجد زوجها ممسك ببطنه ويصرخ من شدة الألم الألم الحقوني بموت بطنى بتتقطع اتصلي على نادر أخويا يجي يودينى المستشفى بسرعة ….

_مالك ياحازم فيك إيه جرالك إيه
= بقولك اتصلي على نادر يودينى المستشفى الأول بموت

أمسكت شهد الموبايل واتصلت على نادر وهى تصرخ الحقنا يا نادر . حازم تعبان اووووى مش عارفه مالة تعالى بسرعة نودي المستشفى…..

لم تمر إلا دقائق وكان نادر وصل إلى الفيلا ،وأسند حازم إلى العربية ونزلت شهد لتركب معهم ولكنها انتبهت أنها مرتدية ملابس النوم ،فقالت انتظرونى ثوانى هلبس الاسدال بسرعة وانزل . ..

طلعت لبست الاسدال بسرعة ونزلت لقتهم مشيوا بالعربية

نعم تعلم أن نادر مش هيستنها علشان شايف الحالة الخطيرة اللى حازم عليها

رجعت بسرعة داخل الفيلا وبدلت ثيابها واتصلت على موبايل نادر وسألته أنتم فى إى مستشفى …

نزلت جرى فى الشارع وهى تبكى وتشاور لإى عربية أو تاكسي تركبه وهى لا تبالي أن الساعة الثالثة والنصف فجراً ،واخيراً وقف تاكسي ركبت بسرعة وقالتله على مكان المستشفى وعندما وصلت دخلت قسم الطوارئ لتسأل عن زوجها الذى كانت صرخته ترج قسم الطوارئ بأكمله فى جوف الليل ….

أمسكت شهد يد حازم وهي تبكى مالك حبيبى كنت كويس

أجاب ، لا كنت تعبان جدآ بس مردتش ااقولك علشان مقلقيش عليا وأخدت مسكن فكرت الوجع هيخف لكن زاد اووووى خلاص مش قادر اتحمل اكتر من كده
واخذ يصرخ بصوت عالي آه آه

جرت شهد إلى طبيب الطوارئ من فضلك دكتور أعطيه مسكن شوف إيه تعبه اوووى كده

الطبيب احنا هنعمل اللازم يا مدام متقلقيش ، وفحص حازم كويس جدااا واعطاه كميه كبيره من المسكن ولكن حازم لم يسكت وزاد صريخه من الألم .

نفذ صبر شهد وذهبت مرة أخرى للطبيب وهى تقول بصوت عالي من فضلك دكتور اعمل حاجه أعطيه مسكن تانى أقوى ..

سألها الطبيب هو جوزك بيتعاطى مخدرات ؟؟

صعقت شهد من السؤال وأجابت على الفور لا طبعاً!!

قال الطبيب متحيراً لقد اعطيناه كميات كبيرة من المورفين ومع ذلك لم يسكن الألم وهذا لا يحدث إلا مع من يتعاطى أو متعود عليه …

ردت شهد فى ثقه لأنها تعلم أن زوجها غير مدمن ،
أو يكون الألم والوجع اكبر من أن يتحمله إنسان يادكتور ، من فضلك اتصل برئيس القسم أو الدكتور المختص يشوف الحالة

رد الطبيب أنا اتصلت وبلغت الدكتور الأستشارى لكن علشان يتابع الحاله لزم يكون المريض مقيد بغرفه فى المستشفى أما وجود المريض فى الطوارئ ليس من اختصاصه..

قالت شهد فى لهفه احجز لنا غرفه يا نادر وننقله حالاً من الطوارئ إلى الغرفة

نادر قالها أنا عملت كده فعلاً وهما جاين ينقلوا حالاً وكمان كلمت مدير المستشفى واتصل بالدكتور المختص وحولنا إلى قسم الأشعة علشان يعمله الازم ويعرف الوجع مصدره فين ..

دخل الممرض ومعاه الكرسي المتحرك ليأخذ حازم على قسم الأشعة بينما أتم نادر إجراءات حجز الغرفه

وقفت شهد أمام النافذة فى الغرفة منتظره رجوع حازم من قسم الأشعة بعد ما رفضت الممرضه دخولها معه …

شردت شهد بذهنها فى اليوم السابق وحازم ينادى عليها من الحمام
شهد شهد ممكن تناولينى البشكير لحسن نسيته برا
اخذت شهد البشكير وبتناوله لحازم رح مسك أيدها وشدها بقوة داخل الحمام
= تعالى اقولك حاجة
_ ضحكت شهد أوع كده هتغرقنى
= رد حازم وايه يعنى ما أنتِ مغرقاني من زمان وتعباني
ووجع قلبي أه ياقلبي

_ ردت شهد ، سلامه قلبك

= قالها مش أنتِ بتحبي المطر واخدها تحت الدش

– اتعلقت فى رقبته وقالت آه بحب المطر

= قالها طب ما أنا هوريكى العواصف الرعدية بتكون ازاى

_ هههههههه آه يا مجرم

مدام شهد ،مدام شهد انتبهت شهد لصوت الممرضه خلفها بتقولها الدكتور عاوزك برا ضرورى …

مسحت شهد دموعها من على وشها وخرجت مع الممرضة إلى الدكتور لتجده يقف مع نادر و ممسك بالأشعة بين يديه وينظر فيها ثم حول نظره إليه وقال مخبيش عليك يامدام الحاله خطيرة جدآ ومحتاجة عملية بسرعة وإلا مش هيعدى على المريض ٢٤ ساعة ..

إلى اللقاء فى الجزء الثاني
أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى